«لا يموت لإحداكنّ ثلاثة من الولد إلّا دخلت الجنّة»:[1] إنّما خصّ
الحكم بالثلاثة؛ لأنّها أوّل مراتب الكثرة، فالأجر يكثر بكثرة المصائب، و أوّل
الكثرة الثلاث، فإذا زاد على الثلاث فقد تخفّ المصيبة؛ لأنّها صارت عادةً، قال
المتنبّي:[2]
أنكرتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرَّةً
ثُمَّ اغتَرَفتُ بها فَصارَت دَيدَنا
و يحتمل أنّه لم يذكر ما
زاد على الثلاثة؛ لأنّه من باب اخرى.
هذا كلامه.
قوله في خبر إسماعيل
بن مهران، عن عمرو بن شمر، عن جابر: (لمّا توفّى طاهر بن رسول اللَّه) إلخ. [ح 7/ 4644]
الجمع بين هذا الخبر و
خبر جابر الأوّل يقتضي كون الطاهر لقباً لقاسم ابنه صلى الله عليه و آله؛ بناءً
على ما اشتهر من أنّه و الطيّب لقبان لقاسم و إبراهيم ابنه صلى الله عليه و آله، و
أنّ أولاده عليه السلام منحصرة في ستّة: هما و أربع إناث، فالنشر على خلاف اللفّ
في قول أبي نصر الفراهي[3] في بيان
أولاده عليه السلام:
فرزند نبى قاسم و ابراهيم است
پس طيّب و طاهر از سر تعظيم است
با فاطمه و رقيّه امّ كلثوم
زينب شمر ار ترا سر تعليم است
[1]. صحيح مسلم، ج 8، ص 39. و رواه أحمد في مسنده،
ج 2، ص 378؛ و البيهقي في السنن الكبرى، ج 4، ص 67.
[2]. أبو الطيّب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد
الصمد الجعفي الكندي الكوفي، الشاعر المشهور و أحد مفاخر الأدب العربي، ولد
بالكوفة سنة 303 ه ق بالكوفة، و قدم الشام في حال صباه و جال في أقطاره، و اشتغل
بفنون الأدب و مهر فيها، و تعاطى قول الشعر من حداثته حتّى بلغ فيه الغاية التي
فاق أهل عصره و علا شعراء زمانه، و اتّصل بسيف الدولة و انقطع إليه و أكثر القول
في مدحه، ثمّ مضى إلى مصر، فَمدح بها كافور الخادم، ثمّ خرج من مصر و ورد العراق،
ثمّ زار بلاد فارس و مدح فيها ابن العميد، فرحل إلى شيراز، فمدح عضد الدولة
الديلمي، و عاد يريد بغداد فالكوفة، فقتل بالنعمانيّة بالقرب من دير العاقول في
سنة 354 ه ق. راجع: تاريخ بغداد، ج 4، ص 324- 326، الرقم 2074؛ سير أعلام النبلاء،
ج 16، ص 199- 201، الرقم 139؛ الكنى و الألقاب، ج 3، ص 139- 143؛ معجم المؤلّفين،
ج 1، ص 201.
[3]. مسعود بن أبي بكر بن حسين بن جعفر الأديب
اللغوي، صاحب كتاب نصاب الصبيان الذي اعتنى بشرحه جمع من الفضلاء، حتّى حكي عن
السيّد الشريف الجرجاني أنّه كتب عليه تعليقة، و له أيضاً نظم الجامع الصغير
لمحمّد بن الحسن الشيباني، نظمها عام 617 ه ق، توفّي أبو نصر في سنة 640 ه ق، و
قبره بقرية« رج» من نواحي فرآه من بلاد سجستان. راجع: الكنى و الألقاب، ج 1، ص
164؛ كشف الظنون، ج 2، ص 1954؛ الذريعة، ج 24، ص 165، الرقم 851؛ و ص 203، الرقم
1064. و هذا البيتان من نصاب الصبيان.