قوله في صحيحة أبان بن تغلب: (فقصر عن رجليه فدعا
بإذخر فطرحه عليه)[1].
[ح 2/ 4614]
لعلّ تقديم الرأس على
الرجلين في الستر بالكفن شرافة الرأس من وجوه، منها:
كونه محلّ الحواس
الظاهرة و الباطنة، و قيل: لأنّ تغيّر الوجه أكثر.
قال طاب ثراه:
قد وجد مثل ذلك الخبر من
طرق العامّة، روى مسلم عن خبّاب بن الأرَت[2]
أنّه قال: قتل مصعب بن عمير يوم احد، فلم يوجد له شيء يكفّن به إلّا نمرة،- و هي
نوع من الأكسية تعلّم-، فكنّا إذا وضعناها على رأسه بدت له رجلاه، و إذا وضعناها على
رجليه خرج رأسه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «ضعوها ممّا يلي رأسه، و
اجعلوا على رجليه من الإذخر».[3] باب أكيل
السبع و الطير و القتيل يوجد بعض جسده و الحريق
باب
أكيل السبع و الطير و القتيل يوجد بعض جسده و الحريق
قد فصّل الشيخان في المقنعة و الخلاف القطعة المبانة
من الميّت، سواء كان أكيلًا للسبع و الطير أو قتيلًا في غير المعركة، فقالا: «إن
كان فيه عظم يجب غسله و كفنه و دفنه، ثمّ إن كان صدراً أو مشتملًا
عليه تجب الصلاة عليه أيضاً».[4] و تبعهما
على ذلك من تأخّر عنهما.[5]
[1]. إنّ هذا النصّ موجود في رواية إسماعيل بن
جابر و زرارة، و لم يرد في صحيحة أبان، فلاحظ.
[2]. في هامش« أ»:« و قال: الأرتّ بتشديد التاء،
قال في المُغرِب[ ص 107( رتت)]: رجل أرَتّ في لسانه رتّة، و هي عجلة في الكلام. و
عن المبرّد: هي كالرتج تمنع الكلام. و خبّاب هذا هو الذي مدحه أمير المؤمنين في
نهج البلاغة[ الكلمة 43 من قصار حكمه عليه السلام] و ترحّم عليه، فقال: يرحم
اللَّه خبّاباً، فلقد أسلم راغباً، و هاجر طائعاً، و عاش مجاهداً. عفى منه».
أقول: في نهج البلاغة:« يرحم
اللَّه خبّاب بن الأرَت ...».
[3]. صحيح مسلم، ج 3، ص 48. و رواه البيهقي في
السنن الكبرى، ج 3، ص 401؛ و ابن أبي شيبة في المصنّف، ج 3، ص 147،[ باب] مَن كان
يكره المسك في الحنوط، ح 24؛ و ج 8، ص 487، ح 14؛ و ابن الجارود في المنتقى، ص
138، ح 522.
[4]. المقنعة، ص 85؛ الخلاف، ج 1، ص 715- 716،
المسألة 527؛ المبسوط، ج 1، ص 182.
[5]. انظر: غنية النزوع، ص 102؛ إشارة السبق، ص
76؛ المختصر النافع، ص 15؛ شرائع الإسلام، ج 1، ص 30؛ جامع الخلاف و الوفاق، ص
110؛ تبصرة المتعلّمين، ص 31؛ تحرير الأحكام، ج 1، ص 118؛ تذكرة الفقهاء، ج 1، ص
371؛ مختلف الشيعة، ج 1، ص 405؛ منتهى المطلب، ج 1، ص 434؛ نهاية الإحكام، ج 2، ص
234؛ جامع المقاصد، ج 1، ص 357؛ مسالك الأفهام، ج 1، ص 83؛ مدارك الأحكام، ج 2، ص
74؛ مفتاح الكرامة، ج 3، ص 421- 425.