و ردّه الشهيد في الذكرى بعدم ثبوت ذلك عن رسول
اللَّه صلى الله عليه و آله و عدم حجّيّة فعل أبي بكر و عمر.[1] و حكي عن رواية عن أحمد
أنّه إن كان راكباً سار خلفها، و إن كان راجلًا فقدّامها،[2] و قد نقلوا عن النبيّ
صلى الله عليه و آله و سلم أنّه قال: «الراكب يمشي خلف الجنازة، و الماشي خلفها و
أمامها و عن جانبها قريباً منها.»[3] قوله في خبر إسحاق: (المشي خلف
الجنازة أفضل من المشي بين يديها). [ح 1/ 4448]
روى في التهذيب عن المصنّف
بهذا السند بعينه، و في آخره: «و لا بأس بأن يمشي بين يديها»،[4] و كأنّه سقط ذلك من
نسّاخ الكتاب.
باب كراهية الركوب مع
الجنازة
باب
كراهية الركوب مع الجنازة
في المنتهى: «يكره الركوب
مع الجنائز، و هو قول العلماء كافّة».[5]
و حكى طاب ثراه أيضاً عن القرطبي أنّه قال: «العلماء كرهوا الركوب في تشييعها، و
ذكروا فيه حديثاً».[6] و يدلّ
عليه- زائداً على ما رواه المصنّف- ما رواه أبو داود من طرق العامّة، قال: و اتي-
يعني النبيّ صلى الله عليه و آله- بدابّة و هو مع جنازة، فأبى أن يركبها، فلمّا
انصرف اتي بها، فركبها، فقيل له في ذلك: فقال: «إنّ الملائكة كانت تمشي معي، فلم
أكن
[3]. سنن أبي داود، ج 2، ص 74، الرقم 3180؛ السنن
الكبرى للبيهقي، ج 4، ص 24- 25؛ معرفة السنن و الآثار، ج 3، ص 153، ح 2121؛ مسند
أحمد، ج 4، ص 249 عن المغيرة بن شعبة و لم يرفعه؛ كنز العمّال، ج 15، ص 592- 593،
ح 42335.