و ظاهر هذه الروايات عدم اشتراط تجفيفه و مسح الأعضاء بترابه
مطلقاً، بل قوله عليه السلام: «صعيد طيّب و ماء طهور» صريح في ذلك.
و صرّح بعض الأصحاب
باشتراطه مع الإمكان و الاتّساع، و روي عن ابن عبّاس أنّه قال: «يأخذ الطين فيطلي
به جسده، فإذا جفّ تيمّم»[1]، و هو
أحوط.
و عن أبي حنيفة و
الشافعي: أنّه إذا لم يتمكّن من تجفيفه لم يصلّ».
و عن أبي يوسف: أنّه
حينئذٍ يتيمّم بالوحل و يصلّي ثمّ يعيد.
قوله: (و في رواية اخرى:
صعيد طيّب و ماء طهور). [ح 1/ 4125]
إشارة إلى ما رويناه عن
عليّ بن مطر.
باب الكسير و المجدور
و من به الجراحات و تصيبهم الجنابة
قد سبق ما يتعلّق بهذا
الباب في باب الجبائر.
قوله في خبر جعفر بن
إبراهيم: (فكزّ فمات) إلخ. [ح 4/ 4129]
الكُزاز- بالضمّ-: داء
يأخذ من شدّة البرد، و قد كُزّ الرجل فهو مكزوز: إذا انقبض من البرد[2].
و العِيّ- بكسر العين و
تشديد الياء-: التحيّر في الكلام، و المراد هنا الجهل المستلزم له[3].
[1]. المغنى لابن قدامة، ج 1، ص 251؛ الشرح الكبير
لعبد الرحمن بن قدامة، ج 1، ص 257؛ الاستذكار، ج 1، ص 310؛ التمهيد، ج 19، ص 291،
تفسير القرطبي، ج 5، ل ص 238.
[2]. انظر: كتاب العين، ج 5، ص 272 و 273؛ مجمع
البحرين، ج 4، ص 39( كزز).