4 / 1 ـ 6
الرّاسِخونَ فِي العِلمِ
428.الإمام عليّ عليه السلام : أينَ الَّذينَ زَعَموا أنَّهُمُ الرّاسِخونَ فِي العِلمِ دونَنا ، كَذِبا وبَغيا عَلَينا أن رَفَعَنَا اللّهُ ووَضَعَهُم ، وأعطانا وحَرَمَهُم ، وأدخَلَنا وأَخرَجَهُم ؟! بِنا يُستَعطَى الهُدى ، ويُستَجلَى العَمى .[1]
429.عنه عليه السلام : فُرِضَ عَلَى الاُمَّةِ طاعَةُ وُلاةِ أمرِهِ القُوّامِ بِدينِهِ ، كَما فُرِضَ عَلَيهِم طاعَةُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : «أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ» [2] . ثُمَّ بَيَّنَ مَحَلَّ وُلاةِ أمرِهِ مِن أهلِ العِلمِ بِتَأويلِ كِتابِهِ ، فَقالَ عز و جل : «وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِى الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ» [3] . وعَجَزَ كُلُّ أحَدٍ مِنَ النّاسِ عَن مَعرِفَةِ تَأويلِ كِتابِهِ غَيرَهُم ، لِأَنَّهُم هُمُ الرّاسِخونَ فِي العِلمِ ، المَأمونونَ عَلى تَأويلِ التَّنزيلِ ، قالَ اللّهُ تَعالى : «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ» [4] .[5]
430.تفسير العياشي عن بريد بن معاوية : قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام : قَولُ اللّهِ : «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ» قالَ : يَعني تَأويلَ القُرآنِ كُلَّهُ إلَا اللّهُ وَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ ، فَرَسولُ اللّهِ أفضَلُ الرّاسِخينَ ، قَد عَلَّمَهُ اللّهُ جَميعَ ما أنزَلَ عَلَيهِ مِنَ التَّنزيلِ وَالتَّأويلِ ، وما كانَ اللّهُ مُنزِلاً عَلَيهِ شَيئا لَم يُعَلِّمهُ تَأويلَهُ ، وأوصِياؤُهُ مِن بَعدِهِ يَعلَمونَهُ كُلَّهُ ، فَقالَ الَّذينَ لا يَعلَمونَ : ما نَقولُ إذا لَم نَعلَم تَأويلَهُ ؟ فَأَجابَهُمُ اللّهُ : «يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا» . وَالقُرآنُ لَهُ خاصٌّ وعامٌّ ، وناسِخٌ ومَنسوخٌ ، ومُحكَمٌ ومُتَشابِهٌ ، فَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ يَعلَمونَهُ . [6]