responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دانشنامه ميزان الحكمه نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 6  صفحه : 58

3275.عنه عليه السلام : الواجِبُ في حُكمِ اللّه ِ وحُكمِ الإِسلامِ عَلَى المُسلِمينَ بَعدَما يَموتُ إمامُهُم أو يُقتَلُ ـ ضالًا كانَ أو مُهتَدِيا ، مَظلوما كانَ أو ظالِما ، حَلالَ الدَّمِ أو حَرامَ الدَّمِ ـ ألّا يَعمَلوا عَمَلاً ولا يُحدِثوا حَدَثا ، ولا يُقَدِّموا يَدا ولا رِجلاً ، ولا يَبدَؤوا بِشَيءٍ قَبلَ أن يَختاروا لِأَنفُسِهِم إماما عَفيفا عالِما وَرِعا ، عارِفا بِالقَضاءِ وَالسُنَّةِ ، يَجمَعُ أمرَهُم ويَحكُمُ بَينَهُم ، ويَأخُذُ لِلمَظلومِ مِنَ الظَّالِمِ حَقَّهُ ، ويَحفَظُ أطرافَهُم ، ويَجبي فَيأَهُم [1] ، ويُقيمُ حِجَّتَهُم وجُمُعَتَهُم ، ويَجبي صَدَقاتِهِم ، ثُمَّ يَحتَكِمونَ إلَيهِ في إمامِهِمُ المَقتولِ ظُلما لِيَحكُمَ بَينَهُم بِالحَقِّ ، فَإِن كانَ إمامُهُم قُتِلَ مَظلوما حَكَمَ لِأَولِيائِهِ بِدَمِهِ ، وإن كانَ قُتِلَ ظالِما نَظَرَ كَيفَ الحُكمُ في ذلِكَ . هذا أوَّلُ ما يَنبَغي أن يَفعَلوهُ ؛ أن يَختاروا إماما يَجمَعُ أمرَهُم ـ إن كانَتِ الخِيَرَةُ لَهُم ـ ويُتابِعوهُ ويُطيعوهُ ، وإن كانَتِ الخِيَرَةُ إلَى اللّه ِ عز و جل وإِلى رَسولِهِ فَإِنَّ اللّه َ قَد كَفاهُمُ النَّظَرَ في ذلِكَ وَالاِختِيارَ ، ورَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله قَد رَضِيَ لَهُم إماما وأَمَرَهُم بِطاعَتِهِ وَاتِّباعِهِ . [2]

3276.عنه عليه السلام : الأَمرُ وَالنَّهيُ وَجهٌ واحِدٌ ، لا يَكونُ مَعنىً مِن مَعانِي الأَمرِ إلّا ويَكونُ بَعدَ ذلِكَ نَهيا ، ولا يَكونُ وَجهٌ مِن وُجوهِ النَّهيِ إلّا ومَقرونٌ بِهِ الأَمرُ ، قالَ اللّه ُ تَعالى : «يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَايُحْيِيكُمْ» [3] إلى آخِرِ الآيَةِ ، فَأَخبَرَ سُبحانَهُ أنَّ العِبادَ لا يَحيَونَ إلّا بِالأَمرِ وَالنَّهيِ ، كَقَولِهِ تَعالى : «وَ لَكُمْ فِى الْقِصَاصِ حَيَوةٌ يَـأُوْلِى الْأَلْبَـبِ» [4] ، ومِثلُهُ قَولُهُ تَعالى : «ارْكَعُواْ وَ اسْجُدُواْ وَ اعْبُدُواْ رَبَّكُمْ وَ افْعَلُواْ الْخَيْرَ» [5] ، فَالخَيرُ هُوَ سَبَبُ البَقاءِ وَالحَياةِ . وفي هذا أوضَحُ دَليلٍ عَلى أنَّهُ لا بُدَّ لِلاُمَّةِ مِن إمامٍ يَقومُ بِأَمرِهِم ، فَيَأمُرُهُم ويَنهاهُم ، ويُقيمُ فيهِمُ الحُدودَ ويُجاهِدُ العَدُوَّ ويُقَسِّمُ الغَنائِمَ، ويَفرِضُ الفَرائِضَ ، ويُعَرِّفُهُم أبوابَ ما فيهِ صَلاحُهُم ، ويُحَذِّرُهُم ما فيهِ مَضارُّهُم ، إذ كانَ الأَمرُ وَالنَّهيُ أحَدَ أسبابِ بَقاءِ الخَلقِ ، وإلَا سَقَطَتِ الرَّغبَةُ وَالرَّهبَةُ ، ولَم يُرتَدَع ، ولَفَسَدَ التَّدبيرُ ، وكانَ ذلِكَ سَبَبا لِهَلاكِ العِبادِ في أمرِ البَقاءِ وَالحَياةِ ، فِي الطَّعامِ وَالشَّرابِ وَالمَساكِنِ وَالمَلابِسِ ، وَالمَناكِحِ مِنَ النِّساءِ ، وَالحَلالِ وَالحَرامِ وَالأَمرِ وَالنَّهيِ ، إذ كانَ سُبحانَهُ لَم يَخلُقهُم بِحَيثُ يَستَغنونَ عَن جَميعِ ذلِكَ ، ووَجَدنا أوَّلَ المَخلوقينَ وهُوَ آدَمُ عليه السلام لَم يَتِمَّ لَهُ البَقاءُ وَالحَياةُ إلّا بِالأَمرِ وَالنَّهيِ ، قالَ اللّه ُ عز و جل : «يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَ لَا تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ» [6] . [7]


[1] الفيء : الخَراجُ والغنيمة (الصحاح : ج 1 ص 63 «فيأ») .

[2] كتاب سليم بن قيس : ج 2 ص 752 عن عمر بن أبي سلمة ، بحار الأنوار : ج 33 ص 144 ح 421 .

[3] الأنفال : 24 .

[4] البقرة : 179 .

[5] الحجّ : 77 .

[6] البقرة : 35 .

[7] بحار الأنوار : ج 93 ص 40 نقلاً عن التفسير برواية النعماني .

نام کتاب : دانشنامه ميزان الحكمه نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 6  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست