نام کتاب : سماحة الإسلام وحقوق الأقليّات الدينيّة نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم جلد : 1 صفحه : 17
الله تعالى ، فليس
هنالك قيمة تعلو على قيمة الانسان أو تهدر من أجلها قيمته.
وأما التكريم الموضوع على أسس وقواعد
صالحة ، كالايمان ، كما في قوله تعالى : (وَلَعَبْدٌ
مُوَْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ)[١] ، والتقوى ، كما في قوله تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)[٢] ، والعلم ، كما في قوله تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)[٣]
، فإنّ هذا التكريم لا ينافي المساواة في التكريم العام للناس جميعاً وبأمور شتى
بها تميّز إنسانيتهم وتقوّم حياتهم ، وإن كان في هذا التكريم الخاص تفاضل واضح ،
فهو إنما لتحفيز الإنسان على ما به كماله واحترام إنسانيته.
خامساً ـ المساواة
في التكليف والجزاء :
الناس جميعاً متساوون في التكليف الإلهي
في الحياة الدنيا ، ومتساوون في الجزاء من ثواب وعقاب في الدار الآخرة ، دون تمييز
وتفريق أو ترجيح ، فالجميع مكلفون بالايمان بالله والايمان باليوم الآخر ، بعدما
تبرز لهم البينات ، وتتضح لهم البراهين ، بانهم حادثون ومخلوقون للمطلق العليم ،
وقد جعلهم الله تعالى متساوين في الاطلاع على البينات والبراهين والادلة ، فهو
يخاطب فطرتهم وعقولهم ليحرك دفائنها ، ويثير كوامن النفس للاستسلام للحقائق التي
توصل إلى معرفته تعالى ، قال تعالى : (أَمَّـنْ
يَبْدَؤاْ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ
وَالأََرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
صَادِقِينَ) ، وقال تعالى : ( وَتِلْكَ
الأََمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ