responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام نویسنده : الكعبي، علي موسى    جلد : 1  صفحه : 111

فهماً وعلماً ، فويلٌ للمكذّبين بفضلهم من أُمّتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي » [١].

الثانية : إنّ إنحصار ذرية الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بابنته فاطمة عليها‌السلام فيه إشارة واضحة إلىٰ كرامة المرأة في تعاليم الإسلام السامية ، وردّ علىٰ المفاهيم الجاهلية التي كانت تحطّ من قيمتها ، وتقلّل من شأنها ، وتهضم حقوقها ، فكان بعضهم يئد البنات وهنّ في المهد ، وقد عبّر القرآن الكريم عن رفضه لهذه العادة المقيتة بقوله : ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ) [٢]. وكانوا لا يورّثون المرأة ، ويتشاءمون إذا ولد لهم الإناث ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ) [٣] ، وكانوا يقولون إنّ أولاد البنات لا يكونوا ذرية ، وشاعرهم يقول :

بنونا بنو أبنائنا وبناتنا

بنوهنّ أبناء الرجال الأباعدِ

فكان انحصار نسب سيد الكونين المصطفىٰ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بابنته فاطمة عليها‌السلام إيذاناً بإبطال ذلك المفهوم الجاهلي البغيض.

ويستفاد من كلام بعض المفسرين في تفسير قوله تعالىٰ : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) [٤] أن المراد بالكوثر ذرية الزهراء عليها‌السلام فهي الوسيلة لكثرة أولاد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبقاء نسله ، وهو من أعظم بركاتها.

قال الرازي في القول الثالث من تفسير الآية : الكوثر أولاده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قالوا :


[١] شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد ٩ : ١٧٠ / ١٢. وحلية الأولياء / أبو نعيم ١ : ٨٦.

[٢] سورة التكوير : ٨١ / ٨ ـ ٩.

[٣] سورة النحل : ١٦ / ٥٨.

[٤] سورة الكوثر : ١٠٨ / ١.

نام کتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام نویسنده : الكعبي، علي موسى    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست