و ثنّ بابنة آكلة الأكباد الزنيم الطاغي، و ابن هند الأثيم
الباغي، رأس العصابة الأمويّة، و ابن الفاجرة البغيّة، كيف أجلب على حرب أمير
المؤمنين، و قتل أعلام المهاجرين الأوّلين، و وسم غير إبله، و خالف اللّه و رسوله
بقوله و عمله، ثمّ دبّر في قتل سبط المصطفى، و قرّة عين سيّدة النسا، و أداف له
قواتل سمومه، و لم يحسن اللّه في حديثه و قديمه، بعد أن فرّق جموعه بتدبيره و
مكره، و أفسد جنوده بذهابه و غدره؟
و أعانه على ذلك قوم
ظاهرهم الوفاق، و باطنهم النفاق، غرّتهم الدنيا بزينتها، و استهوتهم بزهرتها،
فباعوا الآجلة بالعاجلة، و العالية بالسافلة، و نكثوا عهده، و أخلفوا وعده، و لم
يحفظوا النبيّ في عترته، و لم يراعوا الوصيّ في اسرته، و انتهبوا ثقله، و راموا
قتله، و أظهروا ما كان من غدرهم مصونا،
[1] مناقب ابن شهر اشوب: 2/ 216. و الأبيات لابن
حمّاد العبدي.