و من حقدهم مكنونا، و أطلع اللّه وليّه على ما دبّروا، و حاق
بهم سيّئات ما مكروا، فمال صلوات اللّه عليه إلى إظهار الهدنة، و إطفاء الفتنة،
لعدم الناصح، و قلّة المناصح، و حقنا لدماء ذرّيّته و ذويه، و ظنّا بالمخلصين من
شيعته و شيعة أبيه، و عاد إلى حرم جدّه و قد حصّل ما حصّل، و عاد بدار الهجرة و هو
أعلم بما فعل، كلّ ذلك و ابن هند يدبّر في إهلاكه، و ينصب له أشراك كفره و إشراكه،
حتى قضى صلوات اللّه عليه شهيدا سعيدا، مظلوما مسموما، قد انتهكت حرمة الرسول
بانتهاك حرمته، و عظمت مصيبة البتول لعظم مصيبته.