عليها بخير، أو دليل على سبيل نجاة، و أنتم حجّة اللّه على
الخلق و وديعته في أرضه، تفرّعتم من زيتونة أحمديّة، هو أصلها، و أنتم فرعها،
فأقدم سعدت بأسعد طائر، فقد ذلّلت لك أعناق بني تميم و تركتهم أشدّ تتابعا في
طاعتك من الإبل الظماء لورود الماء يوم خمسها، و قد ذلّلت لك بني سعد و غسلت درك
صدورها بماء سحابة مزن حين استهلّ برقها يلمع[1].
فلمّا قرأ الحسين عليه
السلام الكتاب، قال: مالك آمنك اللّه يوم الخوف، و أعزّك و أرواك يوم العطش، فلمّا
تجهّز المشار إليه للخروج إلى الحسين عليه السلام بلغه قتله قبل أن يسير، فجزع[2] من انقطاعه
عنه.
و أمّا المنذر بن
الجارود خاف أن يكون الكتاب دسيسا من عبيد اللّه بن زياد، و كانت بحرية ابنة
المنذر بن الجارود تحت عبيد اللّه بن زياد فأخذ المنذر الرسول و الكتاب و أتى به
إلى عبيد اللّه بن زياد فقتله، ثمّ صعد المنبر فخطب و توعّد الناس من أهل البصرة
على الخلاف و إثارة الإرجاف.
[دخول مسلم الكوفة و
اختلاف الناس إليه]
ثمّ بات تلك الليلة،
فلمّا أصبح استناب أخاه عثمان بن زياد على البصرة، و أسرع هو إلى الكوفة[3]. و لمّا دخل
مسلم الكوفة- و كان قبل وصول ابن زياد إليها- نزل في دار مسلم[4] بن المسيّب، و هي دار المختار بن أبي
عبيدة الثقفي.
قال: و جعلت الشيعة
تختلف إليه و هو يقرأ عليهم كتاب الحسين عليه