الطول له أصل صحيح
يدل على فضل وامتداد في الشيء [١]
وهو بصدد ارجاع المعنيين إلى معنى واحد مع أنّ الجامع بينهما بعيد.
قال الراغب : والطول خص به الفضل والمنّ
قال : « شديد العقاب ذي الطول » ، وقال الطبرسي في تفسير ذي الطول : « أي ذي النعم
، وقيل : ذي الغنى والسعة ، وقيل : ذي التفضّل على المؤمنين ، وقيل : ذي القدرة والسعة
» ، ثمّ هو ذكر في شرح لغات الآية : « إنّ المراد من الطول : الأنعام التي تطول
مدّته على صاحبه كما أنّ التفضل النفع الذي فيه افضال على صاحبه » [٢] ، والكلّ محتمل.
ولكن الظاهر أنّ المراد من الطول :
الفضل والأنعام بشهادة قوله : (وَمَن
لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ المُحْصَنَاتِ) فبما أنّ
لعدم الاستطاعة أسباباً وعللاً أتى بكلمة طولاً تمييزاً لعدم الاستطاعة معلناً
بأنّ المراد عدم الاستطاعة من حيث القدرة المالية التي تصرف في المهر والنفقة ومثله
قوله سبحانه : (اسْتَأْذَنَكَ
أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ) أي أصحاب الثروة والمكنة ، فالاية
مشتملة على أسماء أربعة :
١ ـ غافر الذنب. ٢ ـ قابل التوب. ٣ ـ
شديد العقاب. ٤ ـ ذو الطول.
وسيوافيك توضيح كلّ واحد في محله.
الثالث والخمسون : « ذو العرش »
وقد جاء لفظ « العرش » في الذكر الحكيم
٢٢ مرّة وورد اسماً له سبحانه في مورد واحد بإضافة لفظ « ذي » قال : (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ
* ذُو
الْعَرْشِ المَجِيدُ) ( البروج / ١٤ و ١٥ ).
وسيوافيك تفسيره عند البحث عن « الصفات
الخبرية » لله عزّ وجلّ [٣].