وهكذا ترى أنّه سبحانه يذكر النبي بعد
الرسول ، وهو آية اختلافهما في المفاد وتوهم انّه من قبيل عطف المرادف على مثله
خلاف الظاهر ، لا سيما في قوله سبحانه : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن
قَبْلِكَ مِن رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ
... ) الآية.
الرسول أخص من النبي ، فهو من أُوحي
إليه وأُمر بالتبليغ ، والنبي من أُوحي إليه ، سواء أُمر بتبليغه أو لم يؤمر ،
وهذا هو المشهور بينهم ، نقله واختاره لفيف من المفسرين [٤].
ولعل القائلين به ، استندوا إلى الوجه
التالي :
« النبي » صفة مشبهة على زنة اللازم ـ بمعنى
ذي النبأ والمطلع عليه ـ وكون الإنسان صاحب نبأ وخبر ، لا يلازم كونه مأموراً
بإبلاغه وإعلانه ، فيصير عند ذلك أعم من أن يكون مأموراً بتبليغه.