١. (إِنَّ
اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ
وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ( النحل ـ ٩٠ ). أليست هذه القوانين
عماد الاصلاح ، وسناد الفلاح في عامة القارات ؟
٢. هلاّ كان منه قوله سبحانه (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا
الأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا
بِالْعَدْلِ) ( النساء ـ ٥٨ ).
وقد ندد الله باليهود لتجويزهم خيانة
الاُميين ، يعني العرب المشركين ومن ليس في دينهم ، وقال : (وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ
لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَٰلِكَ
بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ
عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) ( آل عمران
ـ ٧٥ ).
وليس هذا إلاّ لأنّ دينهم على زعمهم كان
طائفياً ، فالحرام عندهم هو خيانة يهودي ليهودي مثله لا غير ، وأمّا الإسلام فلمّا
كان ديناً عالمياً غير مختص بطائفة دون اُخرى ، فحرّم الخيانة مطلقاً على المسلم
والكافر ، وذلك آية كونه عالمياً لا طائفياً ولا إقليمياً.
٣. أو ليس منه قوله سبحانه : ( وَلْتَكُن
منكُمْ اُمّة يَدعُونَ إلى الخيرِ ويأمُرونَ بالمعروفِ وينهَونَ عن المنكرِ ) ( آل عمران ـ ١٠٤ ).
وقد عرضنا هذه الآيات على سبيل التنويه
، فليس معنى هذا ، أنّ ما جاء به الإسلام في طريق إصلاح المجتمع ، محصور في هذا
النطاق ، فإنّ في كثير من الآيات التي لم نأت بها تنويهاً بمختلف الأخلاق الفاضلة
الإنسانية ، والشخصية والاجتماعية من صدق ، وعدل ، وبر ، وأمانة ، وصلة رحم ، ولين
جانب ، ووفاء عهد ، ووعد ، ورحمة للضعيف ، ومساعدة للمحتاج ، ونصرة للمظلوم ، وصبر
، ودعوة إلى الخير ، وتواص بالحق ، وعدم اللجاج فيه ، والانفاق لله ، والدعوة إلى
الله بالحكمة ، والموعظة الحسنة ، والجدال بالتي هي أحسن ، والتعاون على البر والتقوى
، والرغبة في السلم.
كما احتوت آيات كثيرة تنديداً بمختلف
الأخلاق السيئة والخصال المذمومة من