كذب ، وظلم ، وبغي ،
واثم ، وقتل نفس ، وارتكاب فاحشة ، وانتهاك عرض وافك وزور ، وعربدة سكر ، وإسراف
وتبذير ، وخيانة ونكث غدر ، وخديعة ، وقطع رحم ، وأكل أموال الناس بالباطل ، وجبن
، وشح وأمر بمنكر وغلظة قلب ، وفظاظة خلق ، ورياء ومكابرة وانتقام باغ ، وتناقض
بين القول والعمل وغرور ، وصد عن الحق ، إلى غير ذلك من مساوئ الأخلاق ومحاسنها
التي تجد نصوصها مبثوثة في القرآن الكريم. وتسهل عليك مراجعتها والاهتداء والتدبّر
في معانيها إذا لا حظت كتاب « تفصيل آيات القرآن الكريم » [١] ، « والمعجم المفهرس » [٢] وغيرهما من الكتب والمعاجم.
هذا وقد عاشت الاُمّة الإسلامية بل
الانسانية جمعاء [٣]
في ظل هذه الدساتير ونظائرها الوافرة في أجيال متتابعة ، وفي حقب من الزمان
والمكان ، فلو كانت مختصة بإقليم خاص ، لأدّت إلى التناحر والاندحار في الأقاليم
الاُخر ، لا إلى الرقي والحضارة [٤].
الدعوة إلى الفطرة ، أساس الأحكام الإسلامية :
لقد بنى الإسلام أحكامه وتوجيهه في
العلم والعمل على الفطرة الإنسانية السائدة في جميع الأقطار والأفراد ، فدعا إلى
التوحيد المطلق ، وقرّر مبادئ العدالة والحرية والمواساة والاخاء بين الناس كافة
والديمقراطية الحقة ، ونشر العلم والحضارة
[١] تأليف المسيو
جول لابوم ، وقد وضع كتاباً باللغة الفرنسية ، جمع فيه آيات القرآن بحسب معانيها ،
ووضع كلا منها في باب أو أبواب خاصة ، حسب ما فهم منها ، ولكنّه أخطأ في كثير من
معانيها ، فإنّه اكتفى في ترتيبه وتنسيقه بما فهمه من ظواهر الآيات حسب اللغة
العربية وقواعدها ، من دون أن يرجع إلى أسباب النزول ، وسنّة النبي وسيرته
والأئمّة من بعده.
[٤] نعم كل اُمّة ركنت
إلى الدعة والراحة ، وحنت إلى تقليد عادات الأجانب في معترك الحياة ، ونسيت
مكانتها ورسالتها وقوانينها وأخذت بغيرها ، رجعت إلى ورائها القهقرى وعلى هذا
الأساس تعيش الاُمّة الإسلامية في هذا العصر في أنحاء العالم ، فتراها متفرقة
الكلمة ممزّقة ، تأكلها حثالات الأرض.