وغيرها ، قوانين
إقليمية ، لا تصلح إلاّ لظروف خاصة ، ولا تفيد إلاّ في شبه الجزيرة العربية ، ولا
يسعد بها إلاّ انسانها ، دون اناس المناطق الاُخرى ، إلاّ أنّ تلك فرية بيّنة ليست
فيها مسحة من الحق أو لمسة من الصدق ، فهذه فروعه ودساتيره وفرائضه لا تجد فيها
أثراً للطائفية أو أمارة للإقليمية.
ضع يدك على النظام الاجتماعي الذي جاء
به الإسلام في أبواب النكاح والزواج ، وأحكام الأولاد والنشوز والطلاق والفرائض ،
وإصلاح حال اليتامى وإنفاذ الوصايا ، والإصلاح بين الناس ، وأداء الأمانة ، وحسن
السلوك معهم ، والتعاون والاحسان ، إلى غير ذلك ممّا يجده الباحث في النظام
الاجتماعي للإسلام.
ضع يدك على النظام الأخلاقي الذي فاق به
الإسلام ، كافة الأنظمة الخلقية التي كانت قبله ، أو تأسّست بعده ، فأمر بالصدق
وأداء الأمانة ، والصبر والثبات وحسن الظن بالناس ، والعفو والغفران والقرى
والضيافة ، والتواضع ، والشكر والتوكل ، والاخلاق في العمل إلى غير ذلك ممّا أمر
به ، أو ما نهى عنه كالبخل والاختيال ، والبهتان والغضب ، والاثرة ، والحسد ،
والغش والبغي والخمر والميسر ، والجبن والغيبة والكذب ، والاستكبار والرياء ،
والعجب والتنابز بالألقاب والانتحار والغدر و ... .
ضع يدك على نظامه السياسي في باب الحكم
والسياسة ، وما أتى به في اصلاح نظام الحرب ، ودفع مفاسدها ، وقصرها على مافيه من
الخير للبشر ، وايثار السلم على الحرب ، وعلى الأنظمة والقوانين التي جاء بها في
أبواب العقود والمعاملات ، فأوجب حفظ المال عن الضياع والاقتصاد فيه وجعل فيه
حقوقاً مفروضة ومندوبة ، وأحلّ البيع وحرّم الربا ، ونهى عن الغش والتطفيف ، إلى
غير ذلك ممّا يجده المتعمّق في كتب الفقه والأحكام.
قل لي بربّك هل تجد في هذه الأنظمة ، أو
في ثنايا هذه الأبواب والأحكام حكماً أو أحكاماً فيها تفكير طائفي أو نزعة اقليمية
؟ وإن كنت في ريب فاقرأ الآيات التالية ومئات نظائرها ، تجدها دواء المجتمع
الانساني في الأقطار كلها :