٣. (وَيَسْعَوْنَ
فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللهُ لا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ) ( المائدة ـ
٦٤ ).
ودونك بيانها على وجه الاجمال.
١. الظاهر أنّ الضمير في « بينهم » راجع
إلى اليهود المذكورين في صدر الآية وما في المنار [١] من رجوعه إلى اليهود والنصارى المذكور
في الآية الحادية والخمسين بعيد جداً بل كان الأولى له عندئذ أن يقول انّه راجع
إلى أهل الكتاب الوارد ذكرهم في الآية التاسعة والخمسين ، أي قوله : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ
مِنَّا إِلا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ
... ) فالآية
حاكية عن تضارب اليهود بعضهم ببعض واختلافهم في المذاهب إلى يوم القيامة ، ويفسره
قوله سبحانه : (وَلَقَدْ
آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم
مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ
* وَآتَيْنَاهُم
بَيِّنَاتٍ مِّنَ الأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ
[١] ج ٦ ص ٤٥٧ ، ولو
رجع الضمير إلى الاُمتين فلا مانع أيضاً أن يكون المراد تضارب بعض الفرق من كل
اُمة مع الاُخرى كتضارب اليهود بعضهم ببعض وتضارب الفرقة الكاثوليكية مع البروتستانت
، أو النسطورية والملكانية واليعقوبية من اُمّة المسيح بعضهم مع بعض.