لزوم اختلاف القوانين والمقتضيات باختلاف ألوان
الحياة :
إنّ التطور الاجتماعي يستلزم تطوراً في
قوانين الاجتماع ، والقانون الموضوع في ظرف خاصّ ، ربّما يكون مضراً أو غير مفيد
أصلاً في ظرف آخر ، ومقتضيات الزمان ( القوانين ) تختلف باختلاف المجتمعات وألوان
الحياة ، فما صح الأمس لا يصح اليوم ، وما يصح اليوم ، لا يصح غداً.
توضيحه :
أنّ الهدف من تشريع القوانين والأنظمة
الخارجية ، في المجتمع البشري ليس إلاّ تأمين الحياة الاجتماعية له ، وصونها عن
التصادم والجدال وحفظها عن الهلاك والبوار.
فالنظام التشريعي ليس أمراً مطلوباً
بالذات ، بل هو ذريعة لتأمين الحياة وحفظها عن التحطم.
وعلى هذا ، قد يعترض بأنّ الحياة
الاجتماعية ، لو استمرت على وتيرة واحدة لساغ لأي قانون تشريعي كان سائداً في
الأزمنة الغابرة ، أن يسود في جميع الظروف والأجواء ، وأمّا إذا لم تكن على وتيرة
واحدة بل كانت الحياة في المجتمع الانساني منذ لجأ الانسان إلى الحضارة والعيش
الاجتماعي ، متحوّلة ومتغيّرة ، فكيف يصح لقانون موضوع في ظرف أن يطبق في ظرف
مباين له.
مثلاً : إذا تأمّل في الدور الذي كانت
وسائل النقل فيه منحصرة في الجمال وغيرها