سَاعَةً
وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) ( الأعراف ـ ٣٤ ) وفسّرها المفسرون
بلازم المعنى وقالوا : بعد حين ، أي بعد انقضاء أهل عصر ، كأنّه يجمعهم زمان واحد
في مستوى الحياة ، ومثله قوله سبحانه : (وَلَئِنْ
أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ
مَا يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم
مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) ( هود ـ ٨ )
وفسره في الكشاف بلازم المعنى ، وقال : إلى جماعة من الاوقات.
الجامع المكاني : نحو قوله سبحانه : (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ
عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ) ( القصص ـ ٢٣
) أي وجد حول البئر جماعة يسقون مواشيهم ، فالجهة الجامعة لعدّهم اُمّة واحدة ،
إنّما هي اجتماعهم في مكان واحد ، أو غيرها من الجهات التي يمكن أن تجمع شمل
الأفراد والآحاد.
الجامع العنصري والوشيجة العنصرية ،
والرابطة القومية كما في قوله سبحانه : (وَقَطَّعْنَاهُمُ
اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا) ( الأعراف ـ
١٦٠ ).
وقوله : (وَقَطَّعْنَاهُمْ
فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ) ( الأعراف ـ
١٦٨ ) فبنوا إسرائيل كلهم أغصان شجرة واحدة ، يجمعهم ترابط قومي ووشيجة عنصرية ،
إلاّ أنّه كلّما ازدادت الشجرة نموّاً ورشداً إزدادت أغصاناً وأفناناً ، فعد كلّ
غصن مع ما له من الفروع ، أصلاً برأسه وهم مع كونهم اُمماً اُمّة واحدة أيضاً
يربطهم الجامع العنصري.
القرآن يتوسّع في استعمال الاُمّة :
إنّ القرآن يتوسّع في استعمال الكلمة فيطلقها
على الفرد ، إذا كان ذا شأن وعظمة تنزيلاً له منزلة الجماعة كقوله سبحانه : (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا
للهِ حَنِيفًا) ( النحل ـ ١٢٠ ) أي قائماً مقام جماعة
في عبادة الله ، نحو قولهم فلان في نفسه قبيلة ، وروى أنّه يحشر « زيد بن عمرو » اُمّة
وحده.
بل يتوسّع ويستعمله في صنوف من الدواب ،
إذا كانت تجمعهم جهة خاصة ،