طويلاً في مدارج
التدرج بنبوّة بعد نبوّة وشريعة بعد شريعة [١].
وهذه الكلمة الالهية أعني الدعوة
الالهية المستوحاة في القرآن الكريم صدق لا يشوبه كذب وما فيه من الأحكام من الأمر
والنهي ، عدل لا يخالطه ظلم ولأجل تلك التمامية لا تتبدل كلماته وأحكامه من بعد [٢].
وأمّا ما احتمله صاحب المنار من أنّ
المراد من الكلمة ما وعد الله به نبيّه من نصره وخذلان مستهزئيه مستشهداً بقوله
سبحانه : (وَلَقَدْ سَبَقَتْ
كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المُرْسَلِينَ
* إِنَّهُمْ
لَهُمُ المَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا
لَهُمُ الْغَالِبُونَ) ( الصافات : ١٧١ ـ ١٧٣ ) وما في معناه
من الآيات ، فممّا لا يلائم سياق الآيات ولا يناسب قوله : (صِدْقًا وَعَدْلاً) ولا قوله : (لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ) إلاّ
بالتكلّف الذي ارتكبه صاحب المنار [٣].
* * *
هذا حال الخاتمية في الذكر الحكيم وقد
عرفت أنّه ناطق بايصاد باب النبوّة والرسالة ، وخاتميتهما ، وقد وردت في المقام
أحاديث متواترة عن النبي الخاتم صلىاللهعليهوآلهوسلم
وآله الطاهرين فلأجل ايقاف القارئ على تلكم الكلم الرية عقدنا الفصل التالي :