على أنّه يمكن الأخذ باطلاق قوله سبحانه
: (وَأَنِّي
فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) والقول
بتفضيلهم على الناس كلّهم بتقريب أنّ ملاك فضلهم على غيرهم ، تخصيصهم بأشياء من
بين الاُمم إذ انزل عليهم المنّ والسلوى ، وبعث فيهم رسلاً ، وأنزل عليهم الكتب
ونجّاهم من فرعون وملائه إلى غير ذلك مما خص به تلك الاُمّة من بين الناس ولا يلزم
منه تفضيل واحد منهم على غيرهم [١].
وعلى أي تقدير فالمتبع هو ظاهر الآية ما
لم يدل دليل على خلافه ، وليست في المقام قرينة تصرف قوله سبحانه : (لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) عن ظاهره
وصريحه.
والضمير في « لا يأتيه » يرجع إلى «
الذكر » ومفاد الآية أنّ الباطل لا يتطرّق إليه ولا يجد إليه سبيلاً من أي جهة من
الجهات ، فلا يأتيه البطل بأي صورة متصورة ، ودونك صوره :
١. لا يأتيه الباطل : لا ينقص منه شيء
ولا يزيد فيه شيء.