الصحابة في الخمر ،
وتضمين الصناع ، ويحتج بذلك بقوله : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين
تمسّكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ.
وبما قال علي بن أبي طالب بعد ما جلد
الشارب أربعين جلدة : « كف ، جلد رسول الله أربعين ، وأبو بكر أربعين وكملها عمر
ثمانين ، وكل سنّة ».
وقال ابن قيم الجوزية ، في توجيه الحديث
الأوّل : فقرن سنّة خلفائه بسنته ، وأمر باتّباعها كما أمر باتّباع سنَّته ، وهذا
يتناول ما أفتوا به وسنّوه للأُمّة وإن لم يتقدّم من بينهم فيه شيء وإلاّ كان ذلك
سنَّته [١].
وهذه الروايات تدل على أنّ للصحابة سنة
كسنّة النبي وآراءهم وفتاواهم حجة كحديث رسول الله ، فعندهم سنَّة أبي بكر ، سنَّة
عمر ، وسنَّة علي.
وما أتفه ما رواه السيوطي في « تاريخ
الخلفاء » قال : قال حاجب بن خليفة شهدت عمر بن عبد العزيز يخطب وهو خليفة فقال في
خطبته : ألا إنّ ما سنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وصاحباه ، فهو دين نأخذ به وننتهي إليه وما سنَّ سواهما فإنّا نرجئه [٢].
وفي محاورة ثعلبة بن أبي مالك القرضي مع
عبد الملك بن مروان : وليست سنّة أحب إلي من سنّة عمر وقد أخّر صلاته إلى مزدلفة [٣].
ومنهم من يجعل قول الصحابي حجة ، من دون
تسميته سنّة ، فقد نقل الشيخ أبو زهرة عن ابن القيم انّه استدل على حجية آرائهم
بنحو ستة وأربعين وجهاً.