بأحاديث نكنزها عن
رسول الله كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضّتهم ».
وفي رواية أُخرى : « ولكنّا نفتيهم
بآثار من رسول الله وأُصول علم عندنا نتوارثها كابراً عن كابر ».
وفي رواية محمد بن شريح عن الصادق عليهالسلام :
« والله ما نقول بأهوائنا ولا نقول
برأينا ، ولا نقول إلاّ ما قال ربنا ».
وفي رواية عنه عليهالسلام :
« مهما أجبتك فيه بشيء فهو عن رسول الله
، لسنا نقول برأينا من شيء » [١].
إلى غير ذلك من الأحاديث المتضافرة عنهم
وكلّها تفيد أنّ علومهم وأحاديثهم مأخوذة عن نبيهم وجدهم الأطهر.
غير أنّا لا نريد أن نؤاخذ بالمثل ، ولا
نريد أن نعكر الصفو ، فإنّ ما نسبه إلى تلك الطائفة أولى بأن ينسب إلى غيرهم فإنّ
منهم من يعد الصحابة ممن حق لهم التشريع !!
يقول مؤلّف « السنّة قبل التدوين » :
انّه تطلق السنّة أحياناً على ما عمل أصحاب رسول الله وإن لم يكن في القرآن ، أو
في المأثور عنه ، وقد كان يفرق بعض المحدثين فيرى الحديث هو ما ينقل عن النبي
والسنّة ما كان عليه العمل المأثور في الصدر الأوّل ، وعلى ذلك يحمل قول عبد
الرحمن بن مهدي : لم أر أحداً قط أعلم بالسنة ولا بالحديث الذي يدخل في السنّة من
حماد بن زيد ، وقوله : سفيان الثوري إمام في الحديث وليس بإمام في السنّة ،
والأوزاعي إمام في السنّة وليس بإمام في الحديث ، ومالك إمام فيهما ، ومن أبرز ما
ثبت في السنّة بهذا المعنى سنّة