قد تبيّن من هذا البحث الضافي أنّه لا
مكان للسلطة التشريعية بمفهومها الشائع في ظل النظام الإسلامي ، فليس لأحد ولا
لجماعة حق في سن القانون ، غير أنّه يبقى هناك سؤال ، وهو : ماذا يخلف هذه السلطة
في الحكومة الإسلامية ؟ نقول يخلفها جهازان :
١. فريق الإفتاء ، وهم المجتهدون الذين
يستنبطون الأحكام الشرعية عن الأدلّة وهؤلاء الجماعة يستكشفون الأحكام ببركة
الأدلة وليست لآرائهم وأفكارهم من دون الاستناد إلى إحدى الأدلة الشرعية أيّة
قيمة.
٢. فريق الشورى ، ووظيفته تخطيط شؤون
البلاد في الاقتصاد والسياسة والعمران على ضوء القوانين الإسلامية.
وأمّا تفصيل عمل هذين الفريقين فموكول
إلى الجزء الثاني من كتابنا ، الذي يتضمن البحث عن شؤون النبوة وقيادة النبي
الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
الشيعة وفكرة حق التشريع للأئمّة
نشر الكاتب إبراهيم السليمان الجهمان
مقالاً في مجلة « الدعوة » تحت عنوان « مزاعم طائفة الشيعة » جاء فيه بأكاذيب
وافتراءات على هذه الطائفة هم برآء منها ، وممّا جاء فيه : أنّ الشيعة تزعم أنّ
للأئمّة حق التشريع والنسخ ( أي نسخ الأحكام ).
إن هذا إلاّ افتراء وكذب ألصقه بهم هذا
الكاتب غير المكترث بما يقول ، ونحن نرشد ـ هنا ـ القارئ الكريم إلى عقيدة الشيعة
في حق أئمتهم بنقل ما تواتر عن إمامهم الخامس أبي جعفر الباقر عليهالسلام حيث قال مخاطباً لجابر :
« يا جابر أنّا لو كنا نحدثكم برأينا
وهوانا لكنّا من الهالكين ، ولكنّا نحدثكم