التذلّل ، بل هي من
خصائص من بيده شؤون الإنسان كلها ، أو شأناً من شؤونه مما به قوام حياته عاجلاً أو
آجلاً من الموت والحياة ، والخلق والرزق ، والسعادة والشقاء ، والمغفرة والشفاعة ،
فيدير شؤونه ويخطط مصيره حسب ما يليق به.
غير أنّ هذه الجمل ليست بتفصيلها داخلة
في « مفهوم » العبادة. ولكنّه يشار إلى تلك الخصوصية الكامنة والضيق الموجود فيها
، بهذه الجمل والتفاصيل ، وحاشا أن تؤخذ هاتيك الجمل فيها بطولها.
وعلى ذلك فيصح أن يقال : العبادة قسم
خاص من التواضع والخضوع لفظياً أو عملياً ، ( يؤتى به لتعظيم ما يعتقده العابد
بإلوهيته ) ، وما وقع بين الهلالين وإن كان خارجاً عن مفهوم العبادة ، إلاّ أنّه
يبيّن ماهو المقصود من القسم الخاص من الخضوع في أوّل العبارة.
ولذلك نظائر في العرف والعادة ، مثلاً :
١. يعرف القوس بأنّه قطعة من الدائرة ،
ولا شك أنّه من باب زيادة الحد على المحدود ، إذ لا يعتبر في صدق القوس كونه قطعة
من الدائرة ، بل هو يصدق وإن لم يكن قطعة منها ( أي من الدائرة ) ، إذ هو ( أي
القوس ) عبارة عن سطح يحيط به خيط مستدير ينتهي طرفاه بنقطتين ، من غير اعتبار
كونه بعضاً من الدائرة.
إلاّ أنّ أخذ هذا القيد ، ( أعني : كونه
بعض الدائرة ، من باب بيان الخصوصية الموجودة فيه بحيث لو انضم إليه قوس آخر لتحقّقت
الدائرة.
٢. إنّ اللغويين يفسرون الصهيل بأنّه
صوت الفرس ، والزقزقة بأنّها صوت العصفور ، فليس الفرس والعصفور داخلين في
مفهومهما البسيطين ، وإنّما جيء