ففي هذه الآية جعل اعتقادهم بإلوهية غير
الله هو الملاك للشرك ، والمراد هنا « الشرك في العبادة ».
وبمراجعة هذه الآيات ونظائرها التي
تعرضت لموضوع الشرك وبالأخص لموضوع شرك الوثنيين تتجلى هذه الحقيقة ـ بوضوح تام ـ
أنّ عبادتهم كانت مصحوبة مع الاعتقاد بإلوهيتها ، بل يمكن استظهار أن شركهم كان
لأجل اعتقادهم بإلوهية معبوداتهم ، ولأجل ذاك الاعتقاد كانوا يعبدونهم ويقدّمون
لهم النذور والقرابين وغيرهما من التقاليد والسنن العبادية ، وبما أنّ كلمة
التوحيد تهدم عقيدتهم بإلوهية غيره سبحانه ، كانوا يستكبرون عند سماعه كما قال
سبحانه :