من الآثار
الفيزياوية والكيمياوية للمادة ـ حسب المصطلح الحديث ـ.
فحينما تشيخ المادة وتهرم بسبب مرور
الزمن فتأخذ طريقها ـ في المآل ـ إلى البلى وتؤول إلى دنيا العدم ، فذلك هو الموت.
إذا تبيّن هذا نقول : هل من المعقول أن
يطرح القرآن هذه النظرية الإلحادية عن لسان أتباعها في عصر الرسالة ثم لا يعمد إلى
نقدها والرد عليها ، ولا يقيم ضدها ما يرفع الشك ويزيل الشبهة ؟!!
لقد كان الأُستاذ العلاّمة الطباطبائي ـ
صاحب تفسير الميزان ـ يصر في محاضراته العلمية على أنّ القرآن الكريم لم يتعرض
مطلقاً لإثبات أصل وجود الله ، ولم يقم عليه أي دليل أبداً ، وذلك إمّا لبداهة
وجود الله وفطريته ، أو لأنّ ذات الله أسمى من أن يحتاج إثباتها إلى دليل.
ولكنّنا نتصور أنّه قد وردت في الكتاب
العزيز براهين لإثبات وجود الله تعالى ، وسوف نورد هذه البراهين في هذه الدراسة
بنحو من الأنحاء بإذن الله.