ولكن رغم كل هذا لا يمكن لأحد أن يدّعي
عدم وجود ملحدين ـ بتاتاً ـ في عصر الرسالة ، أو يدّعي أنّ القرآن الكريم لم يتحدث
أبداً حول أصل وجود الله ، بل على خلاف هذا النظر فإنّ بعض الآيات القرآنية تكشف
عن وجود ملحدين في عصر الرسالة ، كما أنّ هناك مجموعة من البراهين العلمية في
القرآن الكريم قد وردت ـ في الحقيقة ـ لإثبات وجود الله.
وسنذكر الآيات الدالة على كلا الأمرين.
ونذكر أوّلاً الآية التي تذكر عقيدة
جماعة من الماديين الذين كانوا يعاصرون عهد الوحي ، حول الإنسان وما سواه من
الظواهر الكونية مبدأ ومآلا ، حيث يقولون ـ حسبما يحدثنا القرآن ـ :
ومن الطبيعي أنّ هذا المنطق أعني : زعم
هؤلاء بأنّ سبب هلاك البشر هو مرور الزمن لم يكن إلاّ بسبب عدم اعتقادهم بوجود «
خالق » اسمه الله ، هو الذي يميت كما خلق.
فهم كانوا يعتقدون بأنّ الحياة والموت
ما هما إلاّ أثرين من آثار المادة. أي