نام کتاب : مجاز القرآن خصائصه الفنيّة وبلاغته العربيّة نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي جلد : 1 صفحه : 16
وقبل هؤلاء كان أبان بن تغلب الكوفي ( ت
: ١٤١ هـ ) قد ألف كتاب « الغريب في القرآن » وذكر شواهده من الشعر [١].
وبعد هذه الجريدة في معاني القرآن وغريب
القرآن ، يبقى « مجاز القرآن » ، ويبدو أن التسمية بهذا العنوان كانت من سبق أبي
عبيدة ، معمّر بن المثنى الليثي ( ت : ٢١٠ هـ ) فكان من أوائل من كتبوا في هذا
الأسم بالذات بالمؤشر الذي أوضحناه ، فوضع كتابه « مجاز القرآن » على هذا النحو ، وهو
كتاب لغة وتفسير مفردات ، لا كتاب بلاغة وبيان ، والدليل على ذلك أنه قد يسمى «
غريب القرآن » باعتباره ترادف الغريب والمجاز عندهم ، كترادف الغريب والمعاني ، وقد
نص على تسميته بهذا الإسم « غريب القرآن » ابن النديم[٢].
وقال إبن خير الأشبيلي :
« وأول كتاب جمع في غريب القرآن ومعانيه
: كتاب أبي عبيدة : معمر بن المثنى ، وهو كتاب المجاز » [٣].
وقد أيّد الزبيدي هذا الاتجاه فقال :
« سألت أبا حاتم عن غريب القرآن لأبي
عبيدة الذي يقال له المجاز » [٤].
وهذان النصان يؤيدان ما نذهب اليه أن لا علاقة لمجاز أبي عبيدة بالمجاز الصطلاحي ،
حتى قال محققه الدكتور سزكين : « ومهما كان من أمر فإن ابا عبيدة يستعمل في تفسيره
للآيات هذه الكلمات : « مجاز » كذا » و « تفسير كذا » و « معناه كذا » و « وغريبه
» و« تقديره » و « تأوليه » على أن معانيها واحدة أو تكاد.
ومعنى هذا أن كلمة « المجاز عنده عبارة
عن الطريق التي يسلكها