نام کتاب : مجاز القرآن خصائصه الفنيّة وبلاغته العربيّة نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي جلد : 1 صفحه : 17
القرآن في تعبيراته
، وهذا المعنى أعم بطبيعة الحال من المعنى الذي حدده علماء البلاغة لكلمة المجاز »
[١].
ولا أدلّ على هذا المذهب من قول أبي
عبيدة نفسه وهو بإزاء تحرير مجاز القرأن « وفي القرآن ما في الكلام العربي من وجوه
الأعراب ، ومن الغريب والمعاني » [٢].
فهو بصدد هذا الملحظ الذي ذكره ، وإن
اشتمل مجموع ما أفاضه «مجاز القرآن» على جملة من أنواع المجاز الاصطلاحي ، ولكنه
إنما يقصد بالمجاز معناه اللغوي ، وقد يقصد به أحيانا : الميزان الصرفي ، وقد يعني
به نحو العرب وطريقتهم في التفسير والتعبير ، وهو الأعم الأغلب في مراده.
وبعد هذا « نستطيع ـ مطمئنين ـ ان نقرر
أن كلمة « مجاز » إنما هي تسمية لغوية تعني التفسير ، فالمعرفة بأساليب العرب ، ودلالات
ألفاظها ، ومعاني أشعارها ، وأوزان ألفاظها ، ووجوه إعرابها ، وطريق قراءاتها ، كل
ذلك سبيل موصلة الى المعنى ، فمجاز القرآن يقصد أبو عبيدة به « المعبر » الى فهمه
، فالتسمية لغوية وليست إصطلاحية »[٣].
ومهما يكن من أمر فقد عالج ابو عبيدة في
« مجاز القرآن » كيفية التوصل الى فهم المعاني القرآنية باحتذاء أساليب العرب في
كلامهم وسننهم في وسائل الإبانة عن المعاني ، ولم يعن بالمجاز ما هو قسيم للحقيقة
، وإنما عني بمجاز الآية : ما يعبر به عن الآية [٤].
وكان سبيل أبي عبيدة في مجاز القرآن
نفسه سبيل معاصره أبي زكريا الفرّاء ( ت : ٢٠٧ هـ ) في « معاني القرآن » وجزءا من
سبيل إبن قتيبة في « تأويل مشكل القرآن » في حدود معينة ، لأن كتاب ابن قتيبة ( ت
: ٢٧٦ هـ ) قد اشتمل على مباحث مجازية مهمة ، كما سنشاهد هذا في مرحلة التأصيل ، اذ
عقد للمجاز ـ بمعناه العام حينا وبمعناه الاصطلاحي الدقيق