نام کتاب : مجاز القرآن خصائصه الفنيّة وبلاغته العربيّة نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي جلد : 1 صفحه : 122
وعند العرب في
الاستعمال والاستنباط ، لا بد لنا من إجمال القول في أمرين مساعدين على اكتشاف
المجاز العقلي في القرآن من خلال استعراض عبد القاهر لذلك في حالتي الإثبات دون
المثبت ، والإسناد في الجملة دون الألفاظ.
١ ـ ذهب عبد القاهر ( ت : ٤٧١ هـ ) أن
المجاز إذا وقع في الإثبات فهو متلقى من العقل ، وإذا عرض في المثبت فهو متلقى من
اللغة [١].
ومسألة الإثبات والمثبت أشرنا إليها في
كتابنا : « أصول البيان العربي » ، وهنا نلخص ما أوضحناه هناك وما استجد لدينا في
فهمها من خلال النظر في التنظير :
أ ـ حينما نمعن النظر في قوله تعالى : (يجعلون
أصابعهم في ءاذانهم )[٢].
نرى أن الجعل هنا هو الوضع ، والوضع
حاصل على حقيقته ، ولا مجاز فيه ، باعتباره جاريا على الأصل ، ولو تحقق فيه فرضا
لكان مجازا لغويا ولا شاهد لنا معه ؛ وإنما المجاز في الإثبات دون المثبت ، ولما
كان الجعل مثبتا دون ريب ، وضعنا أيدينا على الإثبات ، وهو في الآية الأصابع ، لأن
المراد بهذا الوضع من الأصابع : ذلك القدر المحدود من الأصابع الذي تستوعبه الآذان
في الوضع ، وهو عادة : الأنامل فحسب ، والأنامل بعض الأصابع ، وهنا تحقق المجاز في
الإثبات ، وهو الأصابع لإرادة الأنامل منها ، لأن المثبت ، وهو أصل الوضع حاصل على
حقيقته اللغوية ، وقد اكتشف في الإثبات عن طريق الإسناد وبحكم الدلالة العقلية ، على
أن هذا الانطباق في المجاز العقلي قد يصدق أيضا في المجاز اللغوي في هذا الملحظ
بالذات ، ويكون ذلك من باب إطلاق الكل وإرادة الجزء[٣].
ب ـ وفي قوله تعالى : (يوم نبطش
البطشة الكبرى إنّا منتقمون(١٦))[٤].