نام کتاب : مجاز القرآن خصائصه الفنيّة وبلاغته العربيّة نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي جلد : 1 صفحه : 121
متروكة على ظاهرها ،
ويكون معناها مقصودا في نفسه ، ومرادا من غير تورية ولا تعريض.
والمثال فيه قولهم : نهارك صائم وليلك
قائم ، ونام ليلي ، وتجلى همي ، وقوله تعالى : ( فما ربحت تجارتهم ...
)[١].
وقول الفرزدق :
سقاها خروق في المسامع لم تكن
علاطا ولا مخبوطة في الملاغم
وقد عقب على هذه النماذج بقوله :
« أنت ترى مجازا في هذا كله ، ولكن لا
في ذوات الكلم وأنفس الألفاظ ، ولكن في أحكام أجريت عليها ، أفلا ترى أنك لم تتجوز
في قولك : « نهارك صائم وليلك قائم » في نفس « صائم »« وقائم » ولكن في أن
أجريتهما خبرين عن الليل والنهار ، كذلك ليس المجاز في الآية في لفظة « ربحت »
نفسها ، ولكن في إسنادها الى التجارة. وهكذا الحكم في قوله : سقاها خروق ، ليس
التجوز في نفس « سقاها » ولكن في أن أسندها الى الخروق. أفلا ترى أنك لا ترى شيئا
منها إلا أريد به معناه الذي وضع له على وجهه وحقيقته؟ فلم يرد بصائم غير الصوم ، ولا
بقائم غير القيام ، ولا بربحت غير الربح ، ولا بسقت غير السقي .. »[٢].
فتشخيص المجاز العقلي إنما يتم بمعرفة
الأحكام التي أجريت على الألفاظ في إسناد بعضها لبعض ، والألفاظ بذاتها محمولة على
ظاهرها لا تجوز فيها ، واكتشف المجاز العقلي لدى اقترانها ، وكان طريق ذلك العقل
في حكمه على النصوص ، إذا كان المجاز واقعا ومتحققا في الإثبات ، وهو ما تبحثه
الصفحات الآتية :
٢ ـ المجاز العقلي في القرآن بين الإثبات والإسناد
بعد وضع اللمسات الأولية على تشخيص
المجاز العقلي في القرآن ،