نام کتاب : مجاز القرآن خصائصه الفنيّة وبلاغته العربيّة نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي جلد : 1 صفحه : 120
الثاني في التطبيق : ووفق هذا الفهم
للمجاز العقلي عند عبد القاهر تجد الزمخشري ( ت : ٥٣٨ هـ ) يخرج المعنى الكامل ، مخرج
المجاز في قوله تعالى :
( مثل الذّين اتخذوا من
دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتّخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو
كانوا يعلمون (٤١))[١].
فقد حملها على الإرادة المجازية في
النظر العقلي ، ناظرا التركيب الجملي دون اللفظ المفرد ، من خلال تشخيص عبد القاهر
للمجاز العقلي ، فيتحدث عن الآية ويقول :
« أخرج الكلام بعد تصحيح التشبيه مخرج
المجاز ، فكأنه قال : وإن أوهن ما يعتمد عليه في الدين عبادة الأوثان لوكانوا
يعلمون » [٢].
وما دام عبد القاهر هو السبّاق لتشخيص
المجاز العقلي ، وما دام غيره ، لم يزد عليه شيئا ، فسيكون حديثنا منصبا حول ما
أبدعه في هذا المضمار بالدرجة الأولى.
فلقد حقق عبد القاهر في المجاز الحكمي
عنده ، والعقلي عنده وعند من بعده ، ورأى أن وراء الكناية والاستعارة في البيان
مجازا آخر غير المجاز اللغوي ، وهو المجاز الحكمي المستفاد من طريق العقل لدى
استقراء الجمل في التركيب ، والنظر في مجموعة المفردات المكونة للكلام ، فهو يقول
:
« واعلم أن طريق المجاز والاتساع .. إنك
ذكرت الكلمة وأنت لا تريد معناها ، ولكن تريد معنى ما هو ردف له أو شبيه ، فتجوزت
بذلك في ذات الكلمة وفي اللفظ نفسه.
وإذ قد عرفت ذلك فاعلم أن الكلام مجازا
على غير هذا السبيل. وهو : أن يكون التجوز في حكم يجري على الكلمة فقط ، وتكون
الكلمة