نام کتاب : مجاز القرآن خصائصه الفنيّة وبلاغته العربيّة نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي جلد : 1 صفحه : 119
ويسمى عبد القاهر هذا المجاز بعدة أسماء
متعددة ، تعود الى معنى واحد ، فحينما يسند اكتشافه الى العقل السليم يسميه : مجازا
عقليا ، وحينما يتوصل اليه بحكم العقل يسميه : مجازا حكميا ، وحينما يراه في
الإثبات دون المثبت يسميه : مجازا في الأثبات ، وحينما يظهر له من إسناد الجملة
يسميه : إسنادا مجازيا أو مجازا إسناديا [١]
، وقد نبه يحيى بن حمزة العلوي ( ت : ٧٤٩ هـ ) الى فكرة ابتكاره وتشخيصه وتسميته ،
أسندها الى عبد القاهر ليس غير ، فقال :
« إعلم ان ما ذكرناه في المجاز الإسنادي
العقلي ، هو ما قرره : الشيخ النحرير عبد القاهر الجرجاني ، واستخرجه بفكرته
الصافية ، وتابعه على ذلك الجهابذة من أهل هذه الصناعة ، كالزمخشري وابن الخطيب
الرازي وغيرهما » [٢].
وهذا التنبيه من صاحب الطراز في موقعه
لأن من جاء بعد عبد القاهر قد استند اليه ، ولم يزد عليه ، بل بقي متأرجحا فيه بين
عدة مداليل ، وقد يلجأ الى التطبيق عليه دون النظر في المفهوم ، ولنأخذ بذلك
نموذجين :
الأول في التعريف : فقد ذهب السكاكي أن
المجاز العقلي هو :
« الكلام المفاد به خلاف ما عند المتكلم
من الحكم لضرب من التأويل ، إفادة للخلاف لا بواسطة وضع ، كقولك : انبت الربيع
البقل ، وشفى الطبيب المريض ، وكسا الخليفة الكعبة ، وهزم الأمير الجند ، وبنى
الوزير القصر » [٣].
فالسكاكي هنا في مجال التعريف والتمثيل
معا ، لم يزد شيئا على ما حققه عبد القاهر في التعريف حينما قال عن المجاز العقلي
:
« وحدّه أن كل كلمة أخرجت الحكم المفاد
بها عن موضوعه من العقل لضرب من التأويل فهو مجاز » [٤].