نام کتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 181
فالتأويل هنا في مقابل التنزيل ،
فالمصداق الموجود في عصر الوحي تنزيله ، والمصاديق المتحقّقة في الأجيال الآتية
تأويله ، وهذا أيضاً من دلائل سعة آفاقه ، فالقرآن كما قال الإمام يجري كجري الشمس
والقمر ، فينتفع منه كلّ جيل في عصره كما ينتفع بالشمس والقمر عامة الناس ، ولذلك
يقول الإمام الصادق عليهالسلام
: « إذا نزلت آية على رجل ثمّ مات ذلك الرجل ، ماتت الآية مات الكتاب ! ولكنّه حيّ
يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى ». [١]
فالقرآن منطو على مادة حيوية قادرة على
علاج الحوادث الطارئة عبر الزمان إلى يوم القيامة ، وذلك عن طريق معرفة تأويله في
مقابل تنزيله.
نصّ القرآن الكريم بأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بشخصه منذر كما نصّ بأنّ لكلّ قوم هاد
، وقد قام النبي بتعيين مصداق الهادي في حديثه ، وقال : « أنا المنذر وعليٌّ
الهادي إلى أمري » [٣]
ولكن المصداق لا ينحصر بعلي ، بل الهداة الذين تواردوا عبر الزمان هم المصاديق
للآية المباركة ، ولذلك نرى أنّ الإمام الباقر عليهالسلام
يقول : « رسول اللّه المنذر ، وعليٌّ الهادي ، وكلّ إمام هاد للقرن الذي هو فيه ».
[٤]
فالهداة المتواردون كلّهم تأويل للآية
في مقابل التنزيل.