نام کتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 180
التأويل في مقابل التنزيل
القرآن الكريم معجزة خالدة يشق طريقه
للأجيال بمفاهيمه ومعانيه السامية ، فهو حجّة إلهية في كلّ عصر وجيل في عامّة
الحوادث المختلفة صوراً والمتحدة مادة ، يقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن ، فإنّه شافع مشفّع
، وما حل مصدَّق ، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار
، وهو الدليل يدل على خير سبيل ، وهو كتاب فيه تفصيل و بيان وتحصيل ، وهو الفصل
ليس بالهزل ، وله ظهر وبطن ، فظاهره حكم وباطنه علم ، ظاهره أنيق وباطنه عميق ، له
نجوم وعلى نجومه نجوم ، لا تُحصى عجائبُه ولا تُبلى غرائبه ، فيه مصابيح الهدى
ومنار الحكمة ». [١]
فقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « لا تُحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه » يرشدنا إلى الإمعان في القرآن في كلّ عصر
وجيل والرجوع إليه في الحوادث والطوارق ، كما أنّ قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « وله ظهر وبطن » يرشدنا إلى أن نقف
على ظهره وبطنه ، والمراد من البطن ليس هو التفسير بالرأي ، بل تحرّي المصداق
المماثل للمصداق الموجود في عصر الوحي و به فسّره الإمام الصادق عليهالسلام حيث قال : « ظهره تنزيله ، وبطنه
تأويله ، منه ما مضى ، منه ما لم يجئ بعد ، يجري كما تجري الشمس والقمر ». [٢]