وقال تعالى : (كهيعص *
ذكر رحمت
ربك عبده زكريا)[٣].
وقال تعالى : (قال رب أغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك )[٤].
وقال تعالى : (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب أرحمها
كما ربياني صغيرا )[٥].
فأنت تنادي من صدى « الرحمة » بأزيز
حالم ، وتحتفل من صوتها بنداء يأخذ طريقه إلى العمق النفسي ، يهز المشاعر ،
ويستدعي العواطف ، ناضحاً بالرضا والغبطة والبهجة ، رافلاً بالخير والإحسان
والحنان ، فماذا يرجو أهل الإيمان أكثر من اقتران صلوات ربهم برحمته بهم وعليهم ،
ولمغفرة من الله تعالى ورحمة خير مما تجمع خزائن الأرض وكنوزها ، وهذا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ذو الخلق العظيم ، والمخائل الفذة ،
لولا رحمة ربه لما لإن لهؤلاء القوم الأشداء في غطرستهم وغلظتهم ، وهذا زكريا
تتداركه رحمة من الله وبركات في أوج احتياجه وفزعه إلى الله عزّ وجل : (إذ نادى ربه نداءً خفيا )[٦].