responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصوت اللغوي في القرآن نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي    جلد : 1  صفحه : 177

وقال تعالى : ( لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون ) [١].

وقال تعالى : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ) [٢].

وقال تعالى : ( كهيعص * ذكر رحمت ربك عبده زكريا ) [٣].

وقال تعالى : ( قال رب أغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك ) [٤].

وقال تعالى : ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب أرحمها كما ربياني صغيرا ) [٥].

فأنت تنادي من صدى « الرحمة » بأزيز حالم ، وتحتفل من صوتها بنداء يأخذ طريقه إلى العمق النفسي ، يهز المشاعر ، ويستدعي العواطف ، ناضحاً بالرضا والغبطة والبهجة ، رافلاً بالخير والإحسان والحنان ، فماذا يرجو أهل الإيمان أكثر من اقتران صلوات ربهم برحمته بهم وعليهم ، ولمغفرة من الله تعالى ورحمة خير مما تجمع خزائن الأرض وكنوزها ، وهذا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذو الخلق العظيم ، والمخائل الفذة ، لولا رحمة ربه لما لإن لهؤلاء القوم الأشداء في غطرستهم وغلظتهم ، وهذا زكريا تتداركه رحمة من الله وبركات في أوج احتياجه وفزعه إلى الله عزّ وجل : ( إذ نادى ربه نداءً خفيا ) [٦].

فيهب له يحيى ( والله يختص برحمته من يشاء ) [٧].

ووقفة مستوحية عند الأبوين الكريمين ( وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمها كما ربياني صغيرا ) [٨]. فستلمس صيغة الرحمة قد تجلت بأرق مظاهرها الصادقة وأرقاها ، توجيه رحيم ، واستعارة هادفة ، وعاطفة مهذبة ، فقد اقترنت الرحمة بالاسترحام ، وخفض الجناح بتواضع بل بذل إشفاقاً وحنواً وحدباً ، فكما يخفض الطائر الوجل أو المطمئن السارب جناحيه حذراً أو عطفاً أو احتضاناً لصغاره حباً بهم ، أو صيانة لهم من كل الطوارىء ، أو هما معاً ، فكذلك رحمة الولد البار بوالديه شفقة ورعاية ، مواساة ومعاناة ، في حالتي الصحة والسقم ، الرضا والغضب ،


[١] آل عمران : ١٥٧.

[٢] آل عمران : ١٥٩.

[٣] مريم : ١ ـ ٢.

[٤] الأعراف : ١٥١.

[٥] الإسراء : ٢٤.

[٦] مريم : ٣.

[٧] البقرة : ١٠٥.

[٨] الإسراء : ٢٤.

نام کتاب : الصوت اللغوي في القرآن نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست