يعني رحمة الله : إن القرآن الذي أنزله
الله تعالى على نبيّه ، أي : أن كل ما أوحي إليه بعنوان « القرآن » هو « ما بين
الدفّتين » لا أنّ هذا الموجود « ما بين الدفّتين » بعضه ، وهو ما في أيدي الناس ،
فما ضاع عنهم شيء منه ، فالقرآن عند الشيعة وسائر « الناس » واحد ، غير أنّ القرآن
الموجود عند المهدي عليهالسلام
ـ وهو ما كتبه علي عليهالسلام
ـ يشتمل على علم كثير.
ثم يقول : « ومن نسب إلينا أنّا نقول
أنه أكثر من ذلك فهو كاذب » [١].
ومنه يظهر أنّ هذه النسبة « إلينا » أي
: إلى الطائفة الشيعية قديمة جدّاً ، وأنّ ما تلهج به أفواه بعض المعاصرين من
الكتّاب المأجورين أو القاصرين ليس بجديد ، فهو « كاذب » وعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين.
إذن ، يحرم نسبة هذا القول إلى «
الطائفة » سواء كان الناسب منها أو من غيرها.
ثم قال رحمة الله : «وما روي من ثواب
قراءة كل سورة من القرآن ، وثواب من ختم القرآن كلّه ، وجواز قراءة سورتين في ركعة
نافلة ، والنهي عن القران بين السورتين في ركعة فريضة ، تصديق لما قلناه في أمر
القرآن ، وأن مبلغه ما في أيدي الناس ، وكذلك ما ورد من النهي عن قراءة كلّه في
ليلة واحدة وأن لا يجوز أن يختم في أقل من ثلاثة أيام ، تصديق لما قلناه أيضاً ،
بل نقوى أنّه قد نزل الوحي الذي ليس بقرآن ، ما لو جمع إلى القرآن لكان مبلغه
مقدار سبع عشرة ألف آية ، ومثل هذا كثير ،