نام کتاب : بحوث في الملل والنّحل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 6 صفحه : 394
٤ ـ روى ابن ماجة القزويني عن أبي إسحاق
عن أبي حية ، قال : رأيت عليّاً توضّأ فغسل قدميه إلى الكعبين ثمّ قال : أردت أن
اُريكم طهور نبيّكم [١].
يلاحظ
عليه : أنّ أبا حية مجهول لا يعرف ، ونقله عنه
أبوإسحاق الذي شاخ ونسى واختلط وترك الناس روايته [٢] أضف إليه انّه يعارض ما رواه عنه أهل
بيته ، وأئمّة أهل بيته ، خصوصاً من لازمه في حياته وهو ابن عباس كما مرّ.
٥ ـ قال صاحب المنار : وأقوى الحجج
اللفظية على الامامية جعل الكعبين غاية طهارة الرجلين وهذا لا يحصل إلاّ
باستيعابهما بالماء ، لأنّ الكعبين هما العظمان الناتئان في جانبي الرجل.
يلاحظ
عليه : أنّا نفترض أنّ المراد من الكعبين هو ما
ذكره ، لكن نسأله : لماذا لا تحصل تلك الغاية إلاّ باستيعابهما بالماء؟ مع أنّه
يمكن تحصيل تلك الغاية بمسحهما بالنداوة المتبقية في اليد ، والاختبار سهل ، فها
نحن من الذين يمسحون الأرجل إلى العظمين الناتئين بنداوة اليد ولا نرى في العمل
اعضالا وعسراً.
٦ ـ الامامية يمسحون ظاهر القدم إلى
معقد الشراك عند المفصل بين الساق والقدم ، ويقولون هو الكعب ، ففي الرجل كعب واحد
على رأيهم ، فلو صحّ هذا لقال إلى الكعاب كما قال في اليدين إلى المرافق [٣].
يلاحظ
عليه : إنّ المشهور بين الامامية هو تفسير
الكعب بقبّة القدم التي هي معقد الشراك ، وهناك من يذهب إلى أنّ المراد هو المفصل
بين الساق والقدم وذهب قليل منهم إلى أنّ المراد هما العظمان الناتئان في جانبي
الرجل وعلى كل تقدير ، يصح
[١] سنن ابن ماجة ١
/ ١٧٠ باب ما جاء في غسل القدمين الحديث الأوّل.
[٢] لاحظ التعليقة
لسنن ابن ماجة ١٧٠ وميزان الاعتدال للذهبي ٤ / ٥١٩ ، برقم ١٠١٣٨ وص ٤٨٩ باب « أبو
إسحاق ».