نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 4 صفحه : 327
أضف إلى ذلك: أنّ وجه تشريع التوبة ليس منحصراً بالاجتناب عن العذاب حتى يقال: انه لا عقاب على الصغيرة، بل قد عرفت أنّ الوجه فيها ـ مضافاً الى الخلاص من العذاب ـ حسن الندم على كل قبيح أو إخلال بالواجب، و قبح العزم على الاستدامة، و هذا مشترك بين الصغيرة و الكبيرة. و بذلك يظهر الجواب عما ربّما يقال من أنّ عقاب الصغيرة مكفّر باجتناب الكبيرة اذا لم يصر عليها، لقوله سبحانه:
و عندئذ، لا يحتاج الى التوبة منها، لما عرفت من انّ وجه التوبة لا ينحصر بالخلاص من العذاب.
الأمر الخامس ـ التوبة واجب فوري
يحكم العقل بوجوب التوبة فوراً، لأنها اجتناب عن القبيح بقاء، و ترك للعدوان استدامة، و مثل ذلك لا يصح فيه التأخير و التراخي. أضف إلى ذلك أنّ العقل يُحرض على التوبة فوراً، لئلا يفوت أوانها و يكون ممّن لا تقبل توبته قال سبحانه: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ اعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً)[2].
و ما ذكرناه هو خيرة المعتزلة أيضاً حيث قالوا بفورية الوجوب و أنّه يلزم بتأخيرها ساعة اثم آخر يجب التوبة منه أيضاً، حتى أن من أخّر التوبة عن الكبيرة ساعة واحدة، فقد فعل كبيرتين، و ساعتين أربع كبائر، الاوليان، و ترك التوبة
[1] سورة النساء: الآية 31. و قد نقله العلامة المجلسي عن الشيخ البهائي، لاحظ البحار، ج 6، ص 48.