responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 324

و لأجل ذلك نرى في التشريعات الجنائية العالمية قوانين للعفوعن السجناء المؤبّدين، اذا شوهدت منهم الندامة و التوبة، و تغيير السلوك، فتشريع هذا القانون يكون موجباً لإصلاح السجناء، لا تقوية روح الطغيان فيهم. فالانسان حي برجائه، و لو ساد عليه اليأس و القنوط من عفوه و رحمته سبحانه، لزاد في طغيانه في عامة أدوار عمره.

الأمر الثاني ـ حقيقة التوبة

إن التوبة كما يستفاد من الآيات و الروايات حالة نفسانية مؤثّرة في النفس فتصلحها و تعدها للصلاح الّذي فيه سعادة الدنيا و الآخرة. و من المعلوم أنّ هذه الغاية لا تحصل إلا بتحقق أمرين:

1 ـ الندم على ما مضى.

2 ـ العزم على عدم العودة إليه اذا قدر.

فلو انتفى الأمران أو أحدهما لما حصلت تلك الحالة المؤثرة في صلاح النفس وإعدادها لكمالات أُخرى، فيلزم في التوبة وجود هذين الأمرين، سواء أقلنا، انّ التوبة مركبة منهما و أنّ كل واحد منهما جزء لها، كما نقل عن أبي هاشم الجبائي، أو قلنا: إن التوبة أمر بسيط هو الندم على ما مضى، و أما العزم فهو من شروطها و لوازمها، كما عليه الشيخ المفيد[1] فإن هذا نزاع لفظي لا ثمرة له إلا في موارد نادرة، كما اذا ندم على ما سلف من القبيح و منع من العزم، فعلى القول الأوّل لم تتحقق التوبة دون الثاني.

وهناك كلام للإمام أمير المؤمنين حول التوبة، و قد سمع من بحضرته يقول: أستغفر اللّه، فقال: «أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العلّيّين و هو اسم واقع على ستة معان:

أوّلها: الندم على ما مضى.


[1] اوائل المقالات، ص 61 .

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست