responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 1  صفحه : 128

يلزم أنْ تكون تلك الحوادث ممكنة وواجبة معاً. أما الأول فلكونها حادثة، و أمَّا الثاني فلأنها لولاه لجاز أنْ لا توجد، فينقلب علمه جهلا.

والإِجابة عن الشبهة واضحة، فإِنَّ المحال هو اجتماع الممكن بالذات مع الواجب بالذات و أما اجتماع الممكن بالذات مع الواجب بالغير فهو أمر لا شبهة فيه. فإنَّ المعاليل عند وجود العلَّة التامة ممكناتٌ بالذات واجباتٌ بالغير.

و على ذلك فلو تعلق علمه سبحانه بوجود حادث في وقت خاص فعلمه سبحانه لا يخرجه عن الإِمكان الذاتي. إذ غاية ما يقتضي كون علمِه موافقاً للواقع، وجوبَ وجودِه بالغير، سواءٌ أكان السببُ هو الله سبحانه أو غيرهُ و هو يجتمع مع الممكن بالذات.

وباختصار: إنَّ الحادثَ الذي يقع في ظرف خاص لا يَخْرُج عن حدّ الإمكان بعد تعلُّق علمه تعالى به وحصول علّته التامة. فالعالَم كلُّه ممكنٌ بالذات و في الوقت نفسِه واجبٌ بالغير.

القرآن الكريم و سعةُ عِلْمه تعالى

مما قدمنا تقف على عظمة الجملة القائلة «إنَّ الله بكلِّ شيء عليم» فهي تعني أنَّه تعالى عالم بما مضى و ما يأْتي و ما هو كائن و ما في الكون من الأسرار و الرموز. يقول سبحانه: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَة إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّة فِي ظُـلُمَـاتِ الاَْرْضِ وَلاَ رَطْب وَلاَ يَابِس إِلاَّ فِي كِتَاب مُّبِين)[1].

و يقول سبحانه: (قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ


[1] سورة الأنعام: الآية 59.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست