نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 1 صفحه : 127
و أما الواجب عزّ اسمه، فلمَّا كان علمه عن طريق إحاطته بالأشياء و قيامها به قياماً حقيقياً فلا يتوقف علمه بها على الأدوات و إعمالها.
و إلى هذا الجواب يشير الفاضل القوشجي فى شرح التجريد بقوله: «إن إدراك الجزئيات إنما يحتاج إلى آلة جسمانية إذا كان العلم بانتزاع الصورة، و أما إذا كان إضافة محضة بدون الصورة فلا حاجة إليها»[1].
الشبهة الثالثة: العلم بالجزئيات يلازم الكثرة في الذات
إِنَّ العِلمَ صورةٌ مساوية للمعلوم مرتسمةٌ في العالِم، و لا خفاء في أنَّ صُور الأشياء مختلفة، فيلزم كثرة المعلومات و كثرة الصور في الذات الأحَدِيَّة من كل وجه[2].
والإِجابة عن الإِشكال - حسب ما عرفت - واضحةٌ، فإِنَّه مبنيٌّ على كون علمه بالأشياء مُرْتَسِماً في ذاته سبحانه كارتسام الأشياء في النفس الإِنسانية، فيلزم حدوثُ الكَثَرَات في الذات الأحَدِيَّة. و قد عرفت أنَّ عِلْمَه بالأشياء ليس بهذا النَّمَط، بل الهُوِيّات الخارجيَّة حاضرة لدى ذاته بلا ارتسام، و هذا النَّوع من العِلْم أقوى من ارتسام صور الأشياء.
الشبهة الرابعة: العِلْم بالجزئيات يوجب انقلابَ الممكن واجباً
لو تعلَّق العِلْمُ بالمتجدد قبل تجدُّدِه لزم وجوبُه و إِلاَّ لجاز أنْ لا يوجد، فينقلب علمُه تعالى جهلا و هو محال[3].
و بعبارة أخرى: إنَّ علمَه تعالى لا يتعلق بالحوادث قبل وقوعها و إِلاَّ
[1] شرح تجريد الاعتقاد للقوشجي، ص 414. [2] المصدر السابق. [3] كشف المرا، ص 176.
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 1 صفحه : 127