نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 1 صفحه : 12
و هذا النوع من الإحساس مبدأٌ للقيم و الأَخلاق الإِنسانية.
جـ - عشق الإِنسان و علاقته بالجمال في مجالات الطبيعة و الصناعة فالمصنوعات الدقيقة و الجميلة، و اللوحات الفنية و التماثيل الرائعة تستمد روعتها و جمالها من هذا البعد.
إِنَّ كل إِنسان يجد في نفسه حبّاً أَكيداً للحدائق الغناء المكتظة بالأَزهار العطرة و الأَشجار الباسقة، كما يجد في نفسه ميلا إلى الصناعات اليدوية المستظرفة و حباً للإِنسان الجميل المظهر، و كلها تنبع من هذه الروح التي عجن بها الإِنسان، و هي في الوقت نفسه خلاّقة للفنون في مجالات مختلفة.
د - الشعور الدينى الذي يتأجج لدى الشباب في سن البلوغ، فيدعو الإِنسان إلى الإِعتقاد بأَنَّ وراء هذا العالم عالماً آخر يستمد هذا العالم وجوده منه، و أنَّ الإِنسان بكل خصوصياته متعلق بذلك العالم و يستمد منه.
و هذا البعد الرابع الذي اكتشفه علماء النفس في العصر الأَخير و أَيدوه بالإِختبارات المتنوعة مما ركز عليه الذكر الحكيم قبل قرون و أَشار إليه في آياته المباركات، نعرض بعضها:
إِنَّ عبارة «فِطْرَةَ الله» تفسير للفظة الدّين الواردة قبلها، و هي تدل بوضوح على أنَّ الدّين - بمعنى الإِعتقاد بخالق العالم و الإِنسان، و أَنَّ مصير الإِنسان بيده - شيء خلق الإِنسان عليه، و فُطر به كما خلق و فُطِر على كثير من الميول و الغرائز.