responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 1  صفحه : 11

الدين و الفطرة:

الإِيمان بالمبدأ والتوجه إلى ما وراء الطبيعة من الأمور الفطرية التي عجنت خلقة الإِنسان بها، كما عجنت بكثير من الميول و الغرائز.

أقول بشكل عام إِنَّ إِدراكات الإِنسان تنقسم إلى نوعين:

1 ـ الإِدراكات التي هي وليدة العوامل الخارجة عن وجود الإِنسان بحيث لولاها لما وقف الإِنسان عليها بتاتاً، مثل ما وقف عليه من قوانين الفيزياء و الكيمياء و الهندسة.

2 ـ الإِدراكات النابعة من داخل الإِنسان و فطرته من دون أن يتدخل في الإِيحاء عامل خارجي. كمعرفة الإِنسان بنفسه و إِحساسه بالجوع و العطش، و رغبته في الزواج في سن معينة، و الإِشتياق إلى المال و المنصب في فترات من حياته. تلك المعارف - و إِنْ شئت سميتها بالأَحاسيس - تنبع من ذات الإِنسان و أَعماق وجوده. و علماء النفس يدّعون أنَّ التوجه إلى المبدأ داخل تحت هذا النوع من العرفان.

إِنَّ علماء النفس يعتقدون بأَنَّ للنفس الإِنسانية أَبعاداً أَربعة يكون كلُّ بعد منها مبدأً لآثار خاصة.

أ - روح الإِستطلاع و استكشاف الحقائق، و هذا البعد من الروح الإِنسانية خلاق للعلوم و المعارف، و لولاه لما تقدم الإِنسان منذ أن وجد في هذا الكوكب، شبراً في العلوم و استكشاف الحقائق.

ب - حبّ الخير، و النزوع إلى البرِّ و المعروف، و لأَجل ذلك يجد الإِنسان في نفسه ميلا إلى الخير و الصلاح، و انزجاراً عن الشر و الفساد.

فالعدل و القسط مطلوب لكل إنسان في عامة الأَجواء و الظروف، و الظلم و الجور منفور له كذلك، إلى غير ذلك من الأَفعال التي يصفها كل إِنسان بالخير أو الشر، و يجد في أَعماق ذاته ميلا إلى الأَول و ابتعاداً عن الثاني،

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست