(هُوَ الَّذي
بعث في الاُمييِّنَ رَسُولاً مِنهُم يَتلُوا عَلَيهِم آياتِهِ ويُزَكِّيهِم وَيُعَلِّمَهُمُ
الكِتابَ والحِكمَةَ)[١] والناقص لا
يكون مكمِّلاً ، والفاقد لا يكون مُعطياً.
فالإمام في الكمالات دون النبي وفوق
البشر.
فمن اعتقد بالإمامة بالمعنى الذي ذكرناه
فهو عندهم مؤمن بالمعنى الأَخص ، وإذا اقتصر على تلك الأَركان الأَربعة فهو مسلم
ومؤمن بالمعنى الأَعم ، تترتَّب عليه جميع أحكام الإسلام ، من حرمة دمِّه ، وماله
، وعرضه ، ووجوب حفظه ، وحرمة غيبته ، وغير ذلك ، لا أنه بعدم الإعتقاد بالإمامة
يخرج عن كونه مسلماً ( معاذ الله ).
نعم يظهر أثر التديُّن بالإمامة في
منازل القرب والكرامة يوم القيامة ، أمّا في الدنيا فالمسلمون بأجمعهم سواء ، وبعضهم
لبعض أكفّاء ، وأمّا في الآخرة فلاشك أن تتفاوت درجاتهم ومنازلهم حسب نياتهم
وأعمالهم ، وأمر ذلك وعلمه إلى الله سبحانه ، ولا مساغ للبت به لأَحد من الخلق.
والغرض : إنَّ أهم ما امتازت به الشِّيعة
عن سائر فرق المسلمين هو : القول بإمامة الأَئمة الأثنَي عشر ، وبه سُمِيّت هذه
الطائفة ( إمامية ) إذ ليس كلُّ الشِّيعة تقول بذلك ، كيف واسم الشِّيعة يجري على
الزيدية [٢]
،
[٢] نشأت هذه الفرقة
ابان الظروف القاسية التي أحاطت بالشِّيعة في العراق أثناء حكم الامويين المعروف
بعدائه الشديد ، وبغضه المشهور للشِّيعة وأئمتهم عليهمالسلام
، وكردة فعل للاحوال المزرية المحيطة بهم.
فقد كان العراق آنذاك تحت
ولاية يوسف بن عمر الثقفي الجندي المطيع ، والكلب الوفي ، والعميل المخلص المتفاني
في تحقيق أهداف الامويين ، بل ويدهم الضاربة التي لا تتردد في البطش بكلِّ من يفكر
في الاعتراض على سياستهم الخرقاء الفاسدة ، وظلمهم الذي لا يقف عند أي حد.
ومن الثابت أنَّ هذا الرجل
كان من أشد المبغضين للشِّيعة حتى قبل تسنمه لمنصب ولاية