responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة نویسنده : العاملي، محمّد بن الحسين    جلد : 1  صفحه : 16

ومنار المتقين ، كان عابدا وفياً ، وجواداً حفياً ، ... كان إذا فرغ من وضوئه للصلاة ، وصار بين وضوئه وصلاته ، أخذته رعدة ، ونفضته ، فقيل له في ذلك.

فقال : ( ويحكم ، أتدرون إلى من أقوم؟ ومن اُريد اُناجي؟!! ) » [١].

وهذا قول ابن الجوزي في كتابه : « كان ـ علي بن الحسين ـ لايحب أن يعينه أحد على طهوره ، وكان يستقي الماء لطهوره ، ويخمِّره قبل أن ينام ، فإذا قام من الليل بدأ ـ بالسواك ، ثم يتوضأ ، ثم يأخذ في صلاته ... » [٢].

وكان الزهري إذا ذكر الإمام يبكي ويقول : « زين العابدين!! » [٣].

هذا غيض من فيض ، ومن هنا نعلم سر ما في هذه الأدعية التي رويت عنه عليه‌السلام من التأثير في النفوس ، والنفوذ إلى العقول ، والسموّ بالروح البشرية إلى العلا.

إنَّها الواقعية ، إنَّها الترجمة اللفظية الحقيقية لما يريده الباري عزَّ وجلَّ من الإنسان في سيره التكاملي ، هذا دعاء مكارم الأخلاق ، هذا دعاؤه لأبويه ، هذا دعاؤه ، هذا دعاؤه ، هذا ... ، هذا ... ، هذا ...

ومن هنا نعلم سر تسميتها بإنجيل أهل البيت ، وبزبور آل محمد [٤]عليهم‌السلام.

من نُقل عنه ما نقل عن الإمام من الدعاء ـ من معاصريه من الزهّاد والفقهاء وغيرهم ـ بلاغة ، ومعنوية ، وتأثيراً في النفوس؟.

ما ذاك إلَّا للزهد الواقعي ، والطهارة الواقعية ، والتقوى لله في السر والعلن واقعاً ، ... و ... و ... و.

والحاصل : أنه كان أفضل أهل زمانه وأعلمهم ، وأفقههم ، وأورعهم ، وأعبدهم ، وأكرمهم ، وأحلمهم ، وأصبرهم ، وأفصحهم ، وأحسنهم أخلاقاً ،


[١] حلية الأولياء ٣ : ١٣٣ / ٢٢٩.

[٢] صفوة الصفوة ٢ : ٩٥.

[٣] حلية الأولياء ٣ : ١٣٣.

[٤] أول من أسماها بهما هو ابن شهر آشوب المتوفى سنة٥٨٥ في « معالم العلماء » في ترجمة متوكل بن عمير ، ويحيى بن علي بن محمد الحسيني.

نام کتاب : الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة نویسنده : العاملي، محمّد بن الحسين    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست