نام کتاب : الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة نویسنده : العاملي، محمّد بن الحسين جلد : 1 صفحه : 17
وأكثرهم صدقة ،
وأرأفهم بالفقراء ، وأنصحهم للمسلمين [١]،
وغير ذلك مما لا يحيط به قلم ، ولا تصور ، هذا عملاً وسيرة.
أما قولاً فاليك الصحيفة ، زبور آل محمد
وإنجيلهم ، وكفى بها.
يقول سيّد الأعيان في وصفها :
الصحيفة
الكاملة في الأدعية ، تحتوي على واحد وستين دعاءاً ، في فنون الخير ، وأنواع
العبادة ، وطلب السعادة ، وتعاليم العباد ، كيف يلجؤون إلى ربهم في الشدائد
والمهمات ، ويطلبون منه حوائجهم ، ويعملون بقوله تعالى : (ادعوني أستجب لكم)[٢]، من التحميد لله تعالى ، والثناء عليه
، والشكر له ، والتذلل بين يديه ، واللجوء إليه ، والتضرع والاستكانة له ، والإلحاح
عليه ، وغير ذلك من فنون الدعاء ، وأفانين المناجاة.
وبلاغة ألفاظها ، وفصاحتها التي لا
تبارى ، وعلوّ مضامينها ، وما فيها من أنواع التذلل لله تعالى ، والثناء عليه ،
والأساليب العجيبة في طلب عفوه ، وكرمه ، والتوسل إليه ، أقوى شاهد على صحة نسبتها
، وأنَّ هذا الدّر من ذلك البحر ، وهذا الجوهر من ذلك المعدن ، وهذا الثمر من ذلك
الشجر ، مضافاً إلى اشتهارها شهرة لاتقبل الريب ، وتعدد أسانيدها المتصلة إلى
منشئها صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين ، فقد رواها الثقات بأسانيدهم
المتعدّدة المتصلة إلى الامام زين العابدين عليهالسلام.
وقد كانت منها نسخة عند زيد الشهيد رحمهالله ، ثم انتقلت إلى أولاده ، وإلى أولاد
عبدالله بن الحسين المثنى ، كما هو مذكور في أولها مضافاً إلى ما كان عند الامام
الباقرعليهالسلام من نسختها[٣].
هذا وقد اعتنى بها العلماء خاصة ،
والناس عامة ، أتم اعتناء ، روايةً وضبطاً لألفاظها ، ونسخها ، وواظبوا على الدعاء
بأدعيتها ليل نهار ، وبالعشي