في مجالاته المختلفة
... كما .. وتصبح المؤسسات الطبية مجرد حرف جافة لاتهتم باسعاد هذا الانسان بقدر
ما تهتم بسلبه ونهب ثرواته ، ومن ثم بزيادة شقائه وبلائه ..
نعم .. وحينئذ تبدأ عملية العد العكسي
لازدهار العلوم ، ويتجه المتعلمون ـ في الاكثر ـ الى السطحية ، ثم الى الجهل الذي
يستتبع الكثير من التدليس والتزيف ... ثم ان يفقد الانسان اخلاقياته وانسانيته ،
وليتحول الى موجود خسيس ورذل ، ويكون كالبهيمة المربوطة ، همها علفها ، على حد
تعبير امير المؤمنين عليهالسلام.
حبس الجهال من الاطباء :
ولاجل ما تقدم ... نجد ان الاسلام قد
وقف في وجه هذه الظاهرة بقوة وحزم ، حتى لقد روى عن امير المؤمنين عليهالسلام قوله :
« يجب على الامام ان يحبس الفساق من
العلماء ، والجهال من الاطباء الخ ... » [١].
نعم ... يجب ذلك ؛ لان ممارسة الجاهل
لاعمال الطب ، كثيرا ما تزيد من آلام ومتاعب المريض ، وتعرض راحته ، ومستقبله ـ ان
لم نقل تعرض حياة الكثيرين ـ للاخطار الجسام ... وكما ان فساق العلماء يفسدون
الدين ، فان جهال الاطباء يفسدون الابدان ، ويسلبون الانسان الراحة والسعادة في
الدنيا ، فيجب ردعهم ، والوقوف في وجههم ، بكل قوة وشدة ...
ضمان الجاهل لما يفسده :
وانطلاقا مما تقدم ... فان الجهال اذا
مارسوا الطب ، وافسدوا ما يفترض
[١] من لا يحضره
الفقيه ج ٣ ص ٢٠ والتهذيب للشيخ ج ٦ ص ٣١٩ والنهاية للشيخ ايضا ص ٦٢ ، والوسائل ج
١٨ ص ٢٢١ ، وقصار الجمل ج ١ ص ٢٩٩.