انه يفهم من النصوص : انه لا يفرق في
العيادة بين ان تكون صباحا او مساء ، وقد روى عن ابي عبد الله عليهالسلام ، انه قال : ايما مؤمن عاد مريضا حين
يصبح شيعه سبعون الف ملك فاذا قعد معه غمرته الرحمة ، واستغفروا الله عز وجل له
حتى يمسي ، وان عاده مساء كان له مثل ذلك حتى يصبح [١]. قال المجلسي : « ربما يستفاد منه : ان
ما شاع من انه لا ينبغي ان يعاد المريض في المساء لا عبرة به » [٢].
وبهذا المعنى روايات كثيرة لا مجال
لاستقصائها وتتبعها .. [٣]
بل اننا نستطيع ان نقول : بما ان المريض في المساء يأخذه الملل ، ويتوقع قدوم
الليل الذي يراه طويلا عليه .. فزيارته في هذا الوقت لها فائدة ايضا ، لانها تخفف
عنه وحشته ، وترفع عنه حالة الملل ، والانتظار التي يعيشها ، ولعله لاجل هذا نجد
الإمام الحسن (ع) يقتصر على ذكر العيادة في المساء ، فيقول لابي موسى حينما جاءه
عائدا : « ما من رجل يعود مريضا ممسيا الا خرج معه سبعون الف ملك يستغفرون له حتى
يصبح ، وكان له خريف في الجنة » [٤]
.. او لعله لاجل ان ابا موسى قد زاره مميسا فكان
[١] الكافي ج ٣ ص
١٢٠ وامالي الشيخ ج ٢ ص ٢٤٨ ، ومستدرك الوسائل ج ١ ص ٨٤ ومكارم الاخلاق ص ٢٣٦
والوسائل ج ٢ ص ٦٣٦ ، والبحار ج ٨١ ص ٢٢١ و ٢٢٤ و ٢٢٥ عن دعوات الراوندي وغيره
وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٤٦٤ وراجع المنتقى ج ٢ ص ٦٦ وهامشه ومصابيح السنة ج ٢ ص ٧٧
وجواهر الاخبار والاثار المطبوع مع البحر الزخار ج ٣ ص ٨٦.